تحتفي الإمارات، اليوم، باليوم العالمي للطاقة النظيفة، وقد رسخت مكانتها الرائدة عالمياً في هذا القطاع الحيوي عبر إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي تعزز قدرة العالم على مواجهة آثار التغيرات المناخية.

ويصادف اليوم العالمي للطاقة النظيفة 26 يناير من كل عام، وهو ذكرى تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» عام 2009، والذي تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة بعد أن تم رفع المقترح بشكل مشترك من قبل دولة الإمارات وبنما. ويشكّل إطلاق اليوم العالمي للطاقة النظيفة نهجاً قوياً لتذكير العالم بالتزامه تجاه إتاحة الوصول الشامل للطاقة النظيفة وتحقيق الأهداف المناخية لاتفاق باريس للمناخ.

وأكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، التزام دولة الإمارات ببناء مستقبل مستدام للطاقة، والإسهام بشكل فاعل في تطوير قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة عالمياً.

وقالت في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للطاقة النظيفة، الذي يصادف 26 يناير من كل عام: «إن هذا اليوم يمثل فرصة مهمة لاستكشاف دور الطاقة النظيفة في تحقيق الأهداف المناخية، من خلال التحول العادل والمنصف لقطاع الطاقة، وضمان أمن الطاقة، الذي سيقود نحو مستقبل أكثر استدامة للجميع».

وأشارت إلى أن دولة الإمارات تفخر باحتضانها ثلاثاً من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، إضافة إلى مشروع محطة الطاقة الشمسية المزودة بنظم بطاريات لتخزين الطاقة، الذي سيوفر 1 جيجاواط يومياً على مدار الساعة، إلى جانب محطات براكة النووية، التي توفر ما يقرب من 25 % من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، مشيرة إلى أن تلك المشاريع الرائدة تؤكد التزام الدولة وسعيها لتحقيق استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050.

وأضافت أن الجميع يدرك أن التحول إلى الطاقة النظيفة يتطلب تضافر الجهود العالمية، لافتة إلى مشاركة الإمارات باستمرار في الشراكات الدولية الرامية إلى تبادل المعرفة، وتعزيز الابتكار ودعم الدول النامية في سعيها إلى إيجاد حلول مستدامة للطاقة. وأعادت معالي الضحاك تأكيد التزام الإمارات في اليوم العالمي للطاقة النظيفة بتسريع التحول العالمي في قطاع الطاقة، وبناء عالم جديد مدعوم بموارد نظيفة ومستدامة، لافتة إلى أن المشاريع الرائدة التي يتم تطويرها في الدولة تشكل نموذجاً يحتذى به في هذا المجال لجميع دول العالم.

فخر بالإنجازات

من جانبه، أكد معالي سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن اليوم العالمي للطاقة النظيفة فرصة لتسليط الضوء على أهمية زيادة نسبة الطاقة المتجددة والنظيفة ضمن مزيج الطاقة على مستوى العالم، بما يسهم في تسريع وتيرة العمل المناخي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، ودعم الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي.

وأضاف معالي سعيد الطاير: «في اليوم العالمي للطاقة النظيفة، نفتخر بالإنجازات التي تحققها دولة الإمارات لتعزيز التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، فقد مهدت رؤية القيادة الرشيدة الطريق لتحقيق إنجازات نوعية عبر إطلاق العديد من المبادرات الاستراتيجية للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وفي دبي، نواصل تنفيذ مشاريع ريادية تعزز مكانة دبي العالمية في مجال الاستدامة في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100 % من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050».

وأضاف: «من أبرز المشاريع التي ينفذها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة، وتبلغ قدرته الإنتاجية الحالية 2,860 ميجاوات؛ والمحطة الكهرومائية في حتا بتقنية الطاقة المائية المخزنة، وتعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، وستصل قدرتها الإنتاجية إلى 250 ميجاوات، إضافة إلى مشاريع مبتكرة مثل مشروع الهيدروجين الأخضر، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

إضافة إلى ذلك، نواصل دعم الابتكار في مجال تخزين الطاقة، إضافة إلى البحوث والتطوير في مختلف مجالات عملنا، فضلاً عن تعزيز الشراكات الاستراتيجية محلياً وعالمياً لتوفير حلول مستدامة تسهم في الوصول بدبي لتكون المدينة الأذكى والأكثر سعادة على مستوى العالم، وتسهم في رسم مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة لنا ولأجيالنا القادمة».

تصدُّر عالمي

من جانبه، قال أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي «إمباور»: «على مدى العقدين الماضيين عززنا التعاون مع مختلف المؤسسات والقطاعات المعنية بخدمات تبريد المناطق محلياً وإقليمياً وعالمياً، بهدف تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في التنمية المستدامة.

ونتصدر اليوم المشهد العالمي كأكبر مزود لخدمات تبريد المناطق، مع حصة سوقية تتجاوز 80 % في إمارة دبي. نواصل البحث عن فرص جديدة لتحقيق أهدافنا التوسعية على مستوى الدولة والإقليم، مع التركيز على تعزيز خدماتنا المستدامة».

وأضاف: إننا ندرك في «إمباور» أن الوعي المجتمعي بتقنيات تبريد المناطق يلعب دوراً حاسماً في تعزيز الاستدامة. ومن هذا المنطلق، أطلقنا سلسلة من البرامج التوعوية التي تستهدف جميع شرائح المجتمع. وفي هذا اليوم، نؤكد التزامنا المستمر بتقديم حلول مبتكرة وفعّالة تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وتسريع وتيرة العمل المناخي.

وقال سيف حميد الفلاسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إينوك» : « المشاريع التحويلية المستدامة في الدولة أمثلة واضحة على كيفية مساهمة التعاون على مستوى قطاع الطاقة في تسريع تحقيق الأهداف الوطنية مثل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، ومبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول عام 2050».

وأضاف: سنواصل وضع الاستدامة في صلب عملياتنا، وإعادة تصور مستقبل الطاقة، وتوفير حلول جديدة للأجيال القادمة» لافتاً إلى أن مبادرات المجموعة أسهمت في خفض الاستهلاك للطاقة بأكثر من 22 % منذ عام 2014، ما أدى إلى خفض 593,221 طناً من ثاني أكسيد الكربون.