أصبح 500 شخص من أصحاب الملايين في أقل من 24 ساعة بعد استثمارهم في العملة الرقمية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً، والتي تحمل اسم $TRUMP.

جاء إطلاق هذه العملة بعد أيام قليلة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض في منصب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، ما تزامن مع وصول سعر البيتكوين إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 109,071 دولارًا في 20 يناير، يوم تنصيبه، وفقا لموقع uniladtech.

ترامب، الذي استلهم فكرة العملة من كتاب هالي ويلش "هوك توا جيرل"، أطلق العملة التي تحمل صورته الشهيرة وهو يرفع قبضته في الهواء، كرمز لتكريم محاولة اغتياله في يوليو 2024 خلال تجمع جماهيري في بنسلفاني، وعلى الرغم من أن العملة وصفت بأنها "عملة ميمية" تحتفل بزعيم لا يتراجع، إلا أن الموقع الرسمي للعملة أكد أنها "ليست فرصة استثمارية".

وصلت القيمة السوقية لعملة TRUMP إلى ما يقرب من 5.5 مليارات دولار في غضون ساعات، ما جعل حوالي 500 متداول يصبحون مليونيرات بين عشية وضحاها، غير أن العملة شهدت تراجعًا في قيمتها بعد إطلاق ميلانيا ترامب عملتها الخاصة.

ومن المقرر إصدار 800 مليون عملة إضافية من $TRUMP خلال السنوات الثلاث المقبلة، بالإضافة إلى 200 مليون عملة تم إصدارها بالفعل.

كما أعلنت شركة World Liberty Financial، التابعة لترامب، عن جمعها 300 مليون دولار من بيع الرموز المميزة في يوم التنصيب، مع خطط لإصدار المزيد في المستقبل.

على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته العملة، إلا أن البعض انتقد توقيت إطلاقها وامتلاك ترامب لنسبة 80% منها.

ووصف نيجك تومينو، مستثمر في العملات المشفرة، الإطلاق بأنه "استغلالي"، محذرًا من أن الكثيرين قد يتضررون منه.

كما أثارت العملات الرئاسية، بما في ذلك TRUMPوTRUMPوMELANIA، جدلاً واسعًا، دفع البعض إلى وصفها بأنها "مثيرة للاشمئزاز"، بينما رأى آخرون أنها شكل من أشكال المقامرة، حيث يمكن أن ترتفع قيمتها بنسبة 10000% أو 20000%، لكنها أيضًا معرضة لخسائر فادحة.

من جهته، شجع ترامب محبيه على "الاستمتاع" بالأمر، مؤكدًا في مؤتمر بيتكوين 2024 في ناشفيل أن إدارته ستضع لوائح تدعم صناعة العملات المشفرة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستكون "قوة عظمى في مجال البيتكوين".

ووصف نورمان إيزن، مستشار الأخلاقيات في إدارة أوباما، إطلاق العملة بأنه "أسوأ تضارب في المصالح في التاريخ الحديث للرئاسة".

كما حذر مستثمرو العملات المشفرة من ضرورة الحذر، خاصة بعد أن تراجعت القيمة السوقية لـ TRUMPوTRUMPوMELANIA من ذروة بلغت 16 مليار دولار إلى 8.5 مليارات دولار.

في سياق متصل، شهدت العملات المشفرة ارتفاعًا ملحوظًا منذ فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر الماضي.

وعلى الرغم من أن البيتكوين كانت الأبرز، إلا أن العملات الأخرى، مثل Dogecoin، حققت نجاحات كبيرة أيضًا، ومع ذلك، فإن السوق غير المنظم يترك مجالًا واسعًا للاحتيال، حيث خسر متداول واحد ما يقرب من مليون دولار بعد استثماره في عملة مزيفة تحمل اسم BARRON، والتي تم تصميمها على غرار ابن ترامب الأصغر.

وبينما تحقق بعض العملات نجاحات كبيرة، فإنها تظل محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل وجود مخططات ضخ وإغراق تقليدية، حيث يبيع المنشئون كميات كبيرة بمجرد وصول السعر إلى نقطة معينة، مما يتسبب في انهيار قيمتها بشكل مفاجئ.