يمثل معرض «بقيت متمسكة»، للفنانة الإماراتية ميثاء حمدان، الذي يستضيفه مركز «تشكيل» في دبي، بحثاً عميقاً للتقاطعات بين اللون والمادة والأعراف المجتمعية، وترتكز أعماله على اللون الأحمر والشمع كأداة للتعبير الفني عن مختلف قضايا الحياة.
وفي حوارها مع «البيان» أكدت ميثاء حمدان أن اللون الأحمر ما هو إلا رمز وحافز لختام رحلتها الاستكشافية عبر برنامج الممارسة النقدية من مركز تشكيل. الجدير بالذكر أن الأعمال قد خضبت باللون الأحمر كرمز ومحفز في جميع الأعمال، ويجسد مجموعة من المعاني - الدم والحياة والموت والعاطفة والغضب والحب. وفي هذا المعرض، يحتفى بأهميته التاريخية والرمزية إلى جانب معانيه المتعددة في أذهان كلٍّ منا، فهو لونٌ يلفت النظر ويحفز التفكير، ويستحوذ على عين الناظر ليمتعه بجماله ويأسره بدلالاته العميقة.
وأوضحت ميثاء حمدان أن المعرض يستعرض ما تعلمته والدروس التي اكتسبتها، والحب الذي تلقته، والتقاليد التي مارستها، مشيرة إلى أنه عملية تأمل في الحياة والحب والتاريخ والثقافة، لافتة إلى أن أعمالها الفنية تنسجها سرديات متنوعة بوسائل متعددة مثل التركيب والأداء والأفلام القصيرة.
وحول استخدامها للشمع وغيرها من الخامات في أعمالها، قالت: اعتمدت في هذه الأعمال على مواد طبيعية وأخرى مهملة من الماضي كوسيلة للتعبير عن أفكاري ومفاهيمي. ورغم أن أعمالي الفنية غالباً ما تكون بألوان فاتحة ونابضة بالحياة تعكس شخصيتي الفريدة، إلا أنها تحمل معاني عميقة ومدروسة تسعى في جوهرها لاستكشاف مواضيع التاريخ والمجتمع، مع محاولة تقديمها بطرق شخصية للغاية، وتحمل في الوقت ذاته إيقاعاً فنياً معاصراً.
المسكوت عنه
وفيما يتعلق بتركيز أعمالها السابقة والحالية على فلسفة التحمل الصامت للمرأة ومسارات الشخصية الصبورة المتماسكة دائماً، قالت: ربما ينبع ذلك من حرصي على إظهار المسكوت عنه في عوالم النساء وخلال المعرض أقدم فيلم فيديو تتمحور فكرته حول تصوير شخص يُكابد الألم، وينتحب في داخله، ويظلم كونه مستمسكاً بمصدر عذاباته.
خلف الأبواب
ولفتت ميثاء حمدان التي وجدت في التعامل مع القماش والمنسوجات أساساً مشتركاً لأعمالها الفنية والأدائية، وطريقاً لسرد القصص، إلى أن المشاهد لأعمالها ينبغي أن يشعر بصدمة قوية، منوهة بأنها تريده أن يكتشف ما يدور خلف الأبواب المغلقة. وفي تفسيرها لتصوير مشاهد الألم والعذابات في أعمالها المفاهيمية من خلال اللون الأحمر وذوبان الشموع قالت: يصبح الشمع، كوسيط، نظيراً حاسماً في حالته الصلبة، حيث يمثل الإخفاء وإنكار الحقائق في بعض الأحيان. وبينما يذوب ويتجدد، فإنه يعكس الصراعات التي تواجهها النساء على مستوى العالم.
غموض المشاعر
وأضافت: اللون الأحمر هو جزء لا يتجزأ من هويتي الفنية؛ أجد نفسي أعود إليه مراراً وتكراراً لأنه يتيح لي الغوص في أعماق مجموعة واسعة من المشاعر. ويتجلى هدفي من خلال الفن في خلق تجربة عاطفية عميقة للمشاهد، بغض النظر عن المشاعر التي أرغب في إيصالها، فما يهمني بحق هو أن العمل يحرك عاطفة ما داخلنا، بغض النظر عن خلفية المشاهد أو تجاربه الشخصية. وإن إبداع مثل هذه الأعمال الشخصية العميقة قد يظهر أصفى جوانب الشخصية وبشفافية مُطلقة.