دبي - رشا عبد المنعم
تنطلق الدورة السابعة عشرة من مهرجان طيران الإمارات للآداب 2025، التي تقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، غداً الأربعاء «29 يناير»، وتستمر حتى 3 فبراير المقبل في فندق انتركونتيننتال دبي فيستيفال سيتي، متضمنة أكثر من 150 فعالية.
يستقطب المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة الإمارات للآداب، ويعد أحد أبرز الفعاليات الإبداعية، التي تقام في دبي، الكتاب والشعراء والمبدعين من شتى أنحاء العالم لتبادل الأفكار وتجارب الحياة، مما يوفر منصة للحوار حول القضايا الثقافية والاجتماعية المعاصرة، ما يعزز كذلك الإبداع الإنساني.
جسور تواصل
وأكدت أحلام بلوكي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب ومديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، أن المهرجان يمد جسور التواصل بين الثقافات، حيث تجتمع فيه مختلف مجالات الأدب والفنون، بهدف التواصل المباشر وتبادل وجهات النظر في النواحي الأدبية والثقافية والإنسانية، مشيرة إلى أن المهرجان حافل بالتجارب الإبداعية الإنسانية المتنوعة، منوهة بأن ما يميز المهرجان هو سمعته العالمية القوية، وذلك بفضل استضافته لأبرز الكتاب والمفكرين، وتغطيته الإعلامية الواسعة، وتعاونه مع المؤسسات الثقافية العالمية، مؤكدة أن الحدث يقدم تجربة ثقافية شاملة وفريدة للزوار والكتاب على حد سواء.
وأضافت: «يواصل المهرجان ترسيخ مكانته منصة حيوية للتبادل الثقافي والمعرفي، ويعمل المهرجان باستمرار على تطوير استراتيجياته، بما في ذلك التوسع في البرامج الرقمية، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي لتقديم محتوى تفاعلي، وجذب جمهور أوسع، وتعزيز الشراكات ببناء علاقات قوية مع المؤسسات الحكومية والثقافية المحلية والعالمية، ودعم المبادرات المشتركة، إلى جانب تطوير البرامج التعليمية، من خلال إعداد برامج تسهم في تعزيز حب القراءة وتشجيع الكتاب الواعدين ورفد المشهد الأدبي في المجمل، بالإضافة إلى التركيز على الاستدامة من خلال تبني ممارسات صديقة للبيئة، وتشجيع الجمهور على المشاركة في مبادرات الاستدامة».
وتابعت: «نؤمن في مهرجان طيران الإمارات للآداب بأن الأدب هو لغة مشتركة تجمع الشعوب، وأن الثقافة هي جسر للتواصل والحوار، ويسهم المهرجان كذلك في التعريف بالأدب الإماراتي وتسليط الضوء على أعمال الكتاب والشعراء الإماراتيين أمام جمهور عالمي».
وحول دور الفنون الأخرى، مثل السينما والموسيقى، في فعاليات المهرجان وتأثير فعالياتها على جذب جمهور أكبر أكدت أحلام بلوكي أن أشكال الفنون، مثل السينما والموسيقى والفنون البصرية، تلعب دوراً مهماً في إثراء فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، وجذب جمهور أوسع وأكثر تنوعاً، وتسهم في إنشاء تجربة متعددة الحواس يتفاعل معها الجمهور، من خلال أشكال فنية مختلفة، مما يعزز تجربته ككل، مضيفة: «تجذب هذه الأنواع المميزة من الفنون شريحة أوسع من الجمهور، وتضفي أجواء من التنوع والتشويق على فعاليات المهرجان، لذا خصصنا مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنشطة لهذه الفنون، تتضمن برنامج «بعد النهار في ليل» وبرنامج «ملتقي الأفكار»، وغيرها.
تجربة ثقافية فريدة
وعن دور مهرجان طيران الإمارات للآداب في تعزيز السياحة الثقافية في الإمارات أشارت أحلام بلوكي إلى أن المهرجان يستقطب زواراً من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجربة ثقافية فريدة، تجمع بين الأدب والفنون والفكر، ويسهم في ترسيخ مكانة الإمارات وجهة ثقافية جاذبة، من خلال تقديم برنامج حافل بالفعاليات، التي تشمل جلسات نقاش، وورش عمل، ومعارض فنية، وحفلات توقيع كتب، وبرامج للأطفال والشباب، منوهة بأن المهرجان منصة للكتاب الإماراتيين والعرب لعرض أعمالهم، والتفاعل مع جمهورهم، وأن المهرجان يسعى باستمرار لتوسيع نطاق شراكاته مع المؤسسات الثقافية والسياحية.
وعن دور المهرجان في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية المعاصرة قالت: «يستضيف المهرجان كتاباً ومتحدثين بارزين لمناقشة قضايا مهمة في جلسات حوارية وورش عمل، مع الحرص على معالجتها بطريقة مثمرة وبناءة، بما يثري الحوار المجتمعي، ويتيح الاستماع إلى وجهات نظر مختلفة. كما نحرص على استضافة كتاب من داخل الإمارات وخارجها ممن يتناولون هذه القضايا في أعمالهم الأدبية، بما في ذلك الهوية والتراث والتكنولوجيا، على سبيل المثال مناقشة كيفية الحفاظ على الهوية الوطنية والتراث الثقافي، وتحقيق التوازن بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، كما ينبغي أيضاً التركيز على دور الشباب في بناء المستقبل، والمرأة ودورها المتنامي في المجتمع الإماراتي والتحديات التي تواجهها».
ولفتت أحلام بلوكي إلى أن مهرجان طيران الإمارات للآداب، إحدى أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة والعالم، نجح في التغلب على جميع التحديات التي فرضتها طبيعة التطورات في ميادين الأدب والإبداع على الصعيد العالمي.
مبادرات وإثراء
وعن دور مؤسسة الإمارات للآداب في إثراء المشهد الإبداعي قالت أحلام بلوكي: «تواصل مؤسسة الإمارات للآداب جهودها ومبادراتها في تعزيز حضور الأدب العربي المعاصر بين الشباب، وذلك من خلال تشجيعهم على القراءة والكتابة، والتعبير عن أنفسهم بطرائق مختلفة، فضلاً عن جهود المؤسسة في اكتشاف المواهب الأدبية الشابة، حيث توفر للشباب منصة، تتيح لهم عرض مواهبهم الأدبية، وتحسينها من خلال الاحتكاك مع ثقافات أخرى، وإنشاء بيئة حاضنة لجهودهم». وأضافت: «تقيم المؤسسة العديد من المسابقات والفعاليات التي تستهدف الطلبة في مختلف المراحل، بما فيها مسابقة «دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي» لكتابة الرسائل، ومسابقة «بنك الإمارات دبي الوطني – الشعر للجميع»، وكأس «شيفرون» للقراء، وجلسات مهرجان الإمارات للآداب للطلبة (بنسختيه الحضورية والافتراضية)». وأردفت: «تعتبر مؤسسة الإمارات للآداب قوة دافعة في تطوير المشهد الأدبي المحلي، وذلك من خلال استراتيجية شاملة، تركز على توفير منصة للتبادل الثقافي، وصقل المواهب الأدبية المحلية، وتعزيز ثقافة القراءة، ودعم صناعة النشر، والحفاظ على التراث الأدبي. وتسعى المؤسسة إلى بناء مستقبل أكثر ازدهاراً للأدب المحلي، ليصبح رافداً أساسياً للثقافة العربية والعالمية، ويتحقق ذلك من خلال بناء شراكات استراتيجية مع المؤسسات الثقافية المحلية والعربية والعالمية».