وصلت حافلات إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية تحمل عدداً من بين 110 أسرى فلسطينيين جرى إطلاق سراحهم في ثالث عملية تبادل أسرى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وزغردت نساء يرتدين ملابس فلسطينية تقليدية لدى وصول حافلات تقل معتقلين مفرجاً عنهم إلى رام الله في الأراضي الفلسطينية، بينما هتف رجال قائلين «بالروح والدم نفديكم يا أبطال».
وزكريا الزبيدي، أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، الجناح المسلح لحركة فتح، أهم معتقل فلسطيني تم إطلاق سراحه أمس. وكان الزبيدي هرب من السجن عام 2021 مع خمسة سجناء آخرين فيما يعرف بـ«أسرى نفق الحرية»، لكن تم القبض عليهم بعد ذلك.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية إن 14 فلسطينياً على الأقل أصيبوا بنيران إسرائيلية، بعضهم بالرصاص الحي والمطاطي، وآخرين نتيجة استنشاق الغاز، أثناء تجمعهم عند مدخل رام الله للترحيب بالأسرى المفرج عنهم. وأظهرت لقطات مصورة فلسطينيين يلقون حجارة على الشرطة ثم يهرولون بعيداً مع بدء الشرطة إطلاق النار.
تأخير الإفراج
وتخلّلت عملية تسليم سبعة أسرى في خان يونس جنوبي القطاع مشاهد فوضى، ما أثار تنديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ودفعه إلى تأخير الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين الـ 110 الواردة أسماؤهم على لائحة الإفراج، قبل أن يتلقّى من الدول الوسيطة «ضمانة» بـ «إفراج آمن» عن الأسرى المتبقين في القطاع. على الأثر، انطلقت حافلتان تقلان معتقلين فلسطينيين من سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة تتقدّمهم سيارة تابعة للصليب الأحمر.
ويفترض أن يكون عدد الفلسطينيين المفرج عنهم أمس من سجون إسرائيل 110، وفق نادي الأسير الفلسطيني الذي أوضح في بيان أن 32 من بينهم محكومون بالسجن مدى الحياة و48 صادرة بحقّهم أحكام سجن متفاوتة، إضافة إلى 30 قاصراً. وسيتم إبعاد 20 منهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية، على غرار ما حصل المرة السابقة.
وكان أفرج صباحاً عن الجندية الإسرائيلية آغام بيرغر البالغة 20 عاماً والتي أُسرت في السابع من أكتوبر 2023.
وبعد ساعات على ذلك، سلّمت حركة الجهاد الإسلامي، أربيل يهود البالغة 29 عاماً، والتي أُسرت في هجوم حماس على كيبوتس نير عوز، وغادي موزيس (80 عاماً)، في خان يونس في جنوب القطاع. ويحمل الاثنان الجنسية الألمانية أيضاً.
كما أفرج عن خمسة تايلانديين من خارج إطار الاتفاق. وكانوا أسروا أيضاً خلال هجوم 7 أكتوبر.
مشهد التسليم
وكان حشد من الفلسطينيين تجمّع في خان يونس على مقربة من المنزل المدمّر الذي نشأ فيه يحيى السنوار، الرئيس السابق لحركة حماس، الذي قتلته إسرائيل في معركة أكتوبر الماضي. وكانوا يهتفون ويصرخون ويتدافعون للاقتراب من السيارات التي نقلت الأسرى، وسط عشرات العناصر من المسلحين.
وعلى الأثر، أمر نتانياهو بـ«إرجاء» الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، «إلى حين ضمان مغادرة رهائننا بشكل آمن في المراحل المقبلة»، حسب قوله. وبعد مرور بعض الوقت، أعلن مكتب نتانياهو في بيان أنّ الوسطاء (الولايات المتحدة وقطر ومصر) «قدّموا التزاماً بضمان الإفراج الآمن عن رهائننا الذين سيتمّ إطلاق سراحهم في المراحل التالية».
واصطحب عناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أغام بيرغر التي كانت ترتدي اللباس العسكري إلى منصة أقيمت في وسط مخيم جباليا، وكانت محاطة بالعشرات من عناصر حماس المسلحين، قبل تسليمها إلى فريق الصليب الأحمر.
وكانت بيرغر تحمل «هدية» من الخاطفين و«شهادة» إطلاق سراحها. ورفع علم فلسطيني يبلغ طوله عدة أمتار على هيكل مبنى من خمسة طوابق دُمّرت واجهته. ثم غادرت سيارات الصليب الأحمر البيضاء ناقلة بيرغر إلى إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن هناك 82 لا يزالون محتجزين في القطاع من بينهم نحو 30 اعتبرت أنهم لقوا حتفهم.