أكد متخصصون أهمية الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، للمساعدة في الشفاء منه وقالوا إنه أقصر طرق العلاج، خصوصاً عندما يكون المرض في مراحله الأولى، ولم ينتشر إلى أجزاء أخرى، حيث يمكّن ذلك الأطباء من التشخيص وتقديم العلاج الناجح بحسب كل حالة.

وتزامناً مع يناير شهر التوعية بسرطان عنق الرحم حذر المختصون من استمرار الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يعد المصدر الرئيس للمرض.

وقال الدكتور عبدالرحمن سليمان بن سميدع، المدير الطبي للعلاج الإشعاعي في مركز الأورام بمستشفى توام في مدينة العين: «إن التوعية بضرورة إجراء فحص مسحة عنق الرحم يسهم في انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم».

موضحاً أنه يتم تحديد علاج سرطان عنق الرحم بناء على عدة عوامل، مثل مرحلة السرطان والمشكلات الصحية الأخرى، وفي حال تم التشخيص في مرحلة مبكرة.

فحوصات

وقال الدكتور عبدالرحمن: «يجب على المرأة الالتزام بهذه الفحوصات الدورية لضمان سلامتها، ونصح جميع النساء باستشارة أطبائهن وإجراء الفحوصات الدورية المنتظمة لمعرفة الأعراض ومعالجتها مبكراً وقبل وصوله إلى مراحل متأخرة.

وشدد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات المتخصصة بالسرطانات المتعلقة بأمراض النساء، ما يمكن الجهات الطبية في الدولة من وضع استراتيجيات وخلق حلول لعدد من القضايا، بما يخدم استراتيجية الدولة في محاربة السرطان وخفض معدلات الإصابة، عبر الفحص والتشخيص المبكر.

وأوضح الدكتور خليفة الكعبي، استشاري الأورام والعلاج الإشعاعي في مركز الأورام بمستشفى توام، أن الجهات الصحية حريصة على نشر التوعية بسرطان عنق الرحم، والذي يعد أحد الأمراض الأكثر شيوعاً بين السيدات، وتحفيز الشابات والسيدات على حد سواء بضرورة الكشف المبكر عنه في إطار تعزيز الأمل بالشفاء منه.

وقالت الدكتورة ماجدة سعيد الشامسي، رئيس اللجنة الطبية وعضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للسرطان: «توفر المنشآت الصحية المتخصصة في الدولة أفضل خدمات الفحص، بما في ذلك الاستشارات الطبية ومسحات عنق الرحم وفحوص فيروس الورم الحليمي البشري.

ومن جانب آخر يمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم في حال الكشف المبكر، وذلك عن طريق الفحوصات الدورية لخلايا عنق الرحم، حيث يبدأ العلاج على أساس المرحلة».

ولفتت إلى أن الوقاية تتم أيضاً بالتطعيم ضد الفيروس الحليمي المسبب للمرض في المراحل المبكرة من العمر.

تثقيف المجتمع

كما لفت عوض الساعدي، المدير التنفيذي في جمعية الإمارات للسرطان، إلى أن الجمعية تأخذ على عاتقها التوعية بسرطان عنق الرحم، من خلال تنظيم المحاضرات وإطلاق الحملات التي تهدف إلى تثقيف المجتمع حول هذا المرض وسبل الوقاية منه.

وتشجيع النساء على المبادرة على الفحص ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وتسليط الضوء في الوقت ذاته على عوامل الخطر والأعراض المصاحبة والعلاجات المتاحة.

أسباب وعوامل

ولفت المتخصصون إلى أن سرطان عنق الرحم هو سرطان في الجزء الأسفل من الرحم، والذي ينمو بصورة بطيئة والسبب الرئيس، إن لم يكن الوحيد، هو الإصابة بالفيروسات الحليمية، ويمكن للجسم التخلص من معظم هذه الفيروسات عن طريق الجهاز المناعي.

وفي حالة استمرار الإصابة على المدى الطويل فإن ذلك يؤدي إلى تغيرات في عنق الرحم بدرجات مختلفة، وتؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم إن لم يتم العلاج في المراحل المبكرة.

كما أن العوامل المساعدة الأخرى لحدوث سرطان عنق الرحم تتمثل في التدخين، واستخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة، وضعف الجهاز المناعي.

وتجرى الفحوصات بشكل سنوي أو كل ثلاث سنوات حسب الحالة، وعند وجود تغيرات معينة يتم اللجوء إلى فحص الفيروس الحليمي المسبب للمرض، وفي حال وجود الفيروس عالي الخطورة نلجأ إلى المنظار وأخذ عينة نسيجية من عنق الرحم وفحصها في المختبر، وفي حال إثبات الحالة يكون هناك فحوصات أخرى.