نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس، ملتقى «مفكرو الإمارات» تحت عنوان «أفكار وطنية خلاقة»، بمشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء والباحثين والأكاديميين.

وناقشت فعاليات الملتقى ثلاثة محاور رئيسية: الهوية الوطنية والشخصية الإماراتية والتعليم وتنمية المجتمع والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل.

وقال معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، إن الدولة تسعى في قطاع الذكاء الاصطناعي إلى الاستثمار في مراكز بيانات ضخمة لدعم تطوير حلول نقل مستدامة، وتعزيز قدرات التنبؤ بالمستقبل.

وفي جلسة حملت عنوان «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031: مستقبل قطاع النقل»، أكد معالي المزروعي أن وزارة الطاقة والبنية التحتية تركز على تقليل الاستهلاك المفرط للطاقة.

وخفض الانبعاثات الكربونية عبر استخدام سيارات كهربائية، وتقنيات ذكية، وأن تكون 50 % من وسائل النقل عديمة الانبعاثات بحلول 2050، وتقليل التلوث الصادر من المباني بنسبة 40 % وتحسين إدارة الطاقة في المنازل، بهدف بناء مدن المستقبل النظيفة والمستدامة. وأضاف معاليه: الإمارات حريصة على تطوير التشريعات لتواكب الطفرة في تقنيات النقل، مثل التشريعات الخاصة بالسيارات التي تعمل بالهيدروجين.

وشارك معالي الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، ومعالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، في جلسة «الشباب: التعليم المستمر وسوق العمل»، التي ركزت على أهمية التعليم المستمر في زيادة الإنتاجية والمشاركة المجتمعية.

وأكد معالي العور أن المسؤولية الأساسية للتعلّم المستمر تقع على عاتق الفرد نفسه، وهي ثقافة يجب ترسيخها منذ المراحل المبكرة للحياة، خاصة أن التطور التقني أتاح للجميع فرصة التعلم المستمر، وأضاف معاليه أنه ينبغي لمؤسسات التعليم العالي أن تتبنّى نهجاً مرناً لمواكبة المتغيرات.

وقال معالي الدكتور سلطان النيادي إن شباب الغد يجب أن يتمتعوا بثلاث صفات: المهارات الرقمية، نظراً إلى أهميتها في سوق العمل، إلى جانب القدرات التحليلية والتفكير النقدي للتعامل مع التدفّق المستمر للمعلومات، فضلاً عن المهارات الاجتماعية الأساسية، مثل الذكاء العاطفي، وغيرها، للتطور في البيئة المتغيرة، ومواكبة متطلباتها.

أسس متينة

من جانبه قال الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: ملتقى «مفكرو الإمارات» السنوي يرسي أسساً متينة لبناء منصة وطنية تجمع بين الخبرات والكفاءات الإماراتية في مختلف المجالات، مضيفاً: «نفخر اليوم بأن منصة (مفكرو الإمارات) أصبحت بيتاً للفكر والإبداع، وتضم أكثر من 200 مفكر إماراتي، منهم 35 شاباً وشابة من مفكري الغد».

توازن

وعن «الهوية الوطنية: التوازن الوطني والعالمي»، شهد الملتقى جلسة شارك فيها معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي.

وأكد معالي ضاحي خلفان أن الإمارات نجحت في تحقيق توازن فريد بين القيم الوطنية والتقاليد الأصيلة، والانفتاح على العالم، وأن الهوية الوطنية الإماراتية هي بصمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي تتجسد في كوني إماراتياً، وخليجياً، وعربياً، ومسلماً، وشدد على أهمية الأسرة في تعزيز الهوية الوطنية وغرس القيم.

من جانبه، قال معالي الدكتور علي راشد النعيمي «لدينا قيم مشتركة تجمعنا مع الآخرين، إضافةً إلى قيم تميزنا وتنبع من تراثنا وإرثنا الثقافي، وعلينا التصدي للجهات التي تحاول إدخال قيم دخيلة لا تنسجم مع هويتنا، مع التركيز على تحصين أبنائنا وبناتنا من هذه التأثيرات الغريبة.

وأشار إلى أن هناك حاجة إلى تعزيز دور القدوات الوطنية في تشكيل الهوية الإماراتية، وجعلها جزءاً من الثقافة العامة لضمان تربية أجيال قادرة على التمييز بين التأثيرَين الإيجابي والسطحي. واستنتج معاليه أن المبادرات الوطنية تثبت أن الإنسان الإماراتي قادر على الإبداع والعطاء.

شيخوخة المجتمع

وخلال جلسة شيخوخة المجتمع: أين نحن الآن؟ أكد معالي الدكتور مغير الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أن مشكلة انخفاض «معدل الخصوبة»، أحد العوامل الأساسية التي تسهم في ظاهرة شيخوخة المجتمع، ولم تتمكن الدول التي انخفض فيها معدل الخصوبة المسمّى «مستوى الإحلال» عن 2.1 من التعافي من هذه الأزمة، ودولة الإمارات تقترب من هذا المعدل، ومن المتوقَّع أن تصل إليه في عام 2026.

وأشار الخييلي في سياق متصل إلى أن دول العالم المتأثرة بمشكلة انخفاض الخصوبة طرحت 33 مبادرة متنوعة، طبّقت منها دولة الإمارات 9 مبادرات، من أبرزها «نافس»، و«مديم»، و«عُونية العرس»، و«سلف السكن»، التي تهدف جميعها إلى تشجيع الشباب على الزواج.