أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حفيظة النيوزيلنديين أثناء خطاب تنصيبه، حيث ادعى أن الأمريكيين هم من "قسموا الذرة"، ما أثار موجة غضب نيوزيلندية على وسائل التواصل الاجتماعي، مستذكرين بفخر الإنجاز التاريخي لعالمهم الشهير إرنست رذرفورد، بحسب موقع "أسوشيتد برس".

يعد رذرفورد الحائز جائزة نوبل، الأب الروحي لعلم الفيزياء النووية، ويُنسب إليه على نطاق واسع، ذلك أنه أول من نجح في شطر الذرة عام 1917 عندما كان يعمل في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، وهو أيقونة علمية في بلده، حيث يُدرّس عمله في المناهج ويظهر اسمه على المباني والمؤسسات والشوارع، فضلاً عن صورته التي تتصدر ورقة المئة دولار النيوزيلندية.

وفيما تم إنجاز شطر الذرة بشكل نهائي في عام 1932 بواسطة كوكروفت والتون، إلا أن مساهمات رذرفورد في فهم بنية الذرة واكتشاف النواة والبروتون كانت أساسية في تحقيق هذا الاختراق العلمي، ولا يذكر التاريخ فضلاً للأمريكيين في هذا الإنجاز العلمي.. بل تجدر الإشارة إلى أن موقع وزارة الطاقة الأمريكية حول "تاريخ الموارد والتراث" يعترف بدور رذرفورد الأساسي في هذا المجال.

وتضمن خطاب ترامب العديد من إنجازات أمريكا التاريخية، حيث قال: "عبرنا الصحارى، وتسلقنا الجبال، وتحدينا المخاطر، وفتحنا الغرب، وأنهينا العبودية، وحررنا الملايين من الطغيان، وانتشلنا الملايين من الفقر، وسخرنا الكهرباء، وشطرنا الذرة، وأطلقنا البشرية إلى الفضاء، ووضعنا المعرفة البشرية في راحة يد الإنسان".

تفاعل كبير

هذا التصريح أثار دهشة النيوزيلنديين، فامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بسيل من التفاعلات، يبرز منها تفاعل السياسي نيك سميث، عمدة مدينة نيلسون حيث وُلد رذرفورد وتلقى تعليمه، والذي كتب على فيسبوك: "لقد فوجئت قليلاً بادعاء ترامب.. أبحاث رذرفورد الرائدة حول الذرة أجريت في جامعات كامبريدج ومانشستر بالمملكة المتحدة، وجامعة مكغيل في مونتريال بكندا".

وأضاف سميث أنه يعتزم دعوة السفير الأمريكي القادم إلى نيوزيلندا لزيارة النصب التذكاري لمسقط رأس رذرفورد "حتى نحافظ على دقة السجل التاريخي بشأن من شطر الذرة أولاً".