خلال اليومين الماضيين، احتفل الصحفيون في الإمارات باليوبيل الفضي ومرور 25 عاماً على تأسيس جمعية الصحفيين الإماراتية التي رأت النور في يناير من عام 2000، بذلك القرار الذي أصدره يومها معالي مطر الطاير باعتباره وزيراً لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، المخولة يومها، بإصدار موافقات تأسيس الجمعيات ذات النفع العام، ولقد كان إشهار جمعية الصحفيين الإماراتية حدثاً لا يمكن للذاكرة الصحفية الجمعية أن تنساه أو تتجاوزه، لذلك كان الاحتفال استذكاراً واحتفالاً بالإنجاز، كما كان تكريماً للمؤسسين الأوائل ولرواد العمل الصحفي وأصحاب الإنجازات.
كانت رحلة طويلة جداً تلك التي عبرتها (مجموعة السبعة) صحفيات وصحفيين الذين بادروا لصناعة الحدث ووضع البنية الأساسية في المشروع، لقد ابتعد الكثيرون والكثيرات، وأحجموا عن الانضمام للسبعة المؤسسين لأسباب وذرائع نعرفها وما زلنا نتذكرها جيداً، لكن كما يقول المثل: «القطار إذا انطلق على القضبان بفكر ما من قوة يمكنها إيقافه إلى أن يبلغ محطته التالية أو يصل لغايته»، وهذا ما كان.
وما زالت ذاكرة المؤسسين السبعة تحتفظ بتفاصيل الرحلة، التفاصيل التي لا توجد في أي كتاب أو مرجع، لا توجد إلا في ذاكرتهم وعقولهم، لأنها جزء من حياتهم وتاريخهم، وهي في النهاية بصمتهم التي لا تشبه أي بصمة أخرى، بصمتهم على الحائط العالي والقوي جداً لبيت الكلمة، لجمعية الصحفيين، وهي بصمة تدعو للفخر والسعادة فعلاً، حين يستعيد الإنسان فكرة أنه أضاف لمجتمعه ومهنته إنجازاً لم يسبقه إليه أحد، ولن يسبقه أبداً.
جمعية الصحفيين الإماراتية منجز كبير أسهمت في إخراجه للنور شخصيات ورموز فاعلة في عالم الصحافة الخليجية والعربية، من الكويت ومصر والبحرين، وقد حضر عدد منهم حفل الأمس، وهناك من توفاهم الله فعليهم الرحمة ولهم الغفران.
لقد أعادتني تفاصيل حفل البارحة لتفاصيل السعي والقراءة والاجتماعات الليلية لوقت متأخر، والجري في كل الاتجاهات من أجل وضع النظام الأساسي الذي نهضت عليه الجمعية وعملت به مجموعة المؤسسين، واجتهدت وحققت الكثير بفضل ما امتلأت به نفوسهم من الشغف والحماس وإرادة التغيير. وأن تكون فرداً في جماعة أسهمت في صناعة التغيير في مجتمعك لهو أمر مدعاة للفخر فعلاً.