لم تحظ بطولة في أي رياضة بقدر ما حظيت به بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم من اهتمام رسمي، وشعبي على حد سواء، بطولة ما زالت - وعلى مدى 55 عاماً - تقاوم وتصمد بوجه كل الرياح، التي تهدد استمراريتها، ونقف بقوة ضد التصريحات، التي تقلل من مكانة وشأن البطولة الأعرق في المنطقة، فقد رسمت البطولة منذ ولادتها في المنامة عام 1970 طريقاً خاصاً بها في قلوب أبناء المنطقة، إلى حد أنها باتت المعشوقة رقم واحد، بل يعتبرها الكثيرون أفضل من الوصول لكأس العالم من الناحية النفسية والاجتماعية، فما نراه الآن في الكويت من تلاحم بين شعوب المنطقة أمراً، نَدُرَ أن تشاهده في مكان آخر أو بطولة أخرى، فأصبحت موروثاً لا يختلف عليه اثنان، لأنها أسهمت في ارتقاء الكرة الخليجية من كل النواحي، فباتت البطولة العالقة مالكة للقلوب والعقول معاً، وما يطرح حالياً من بعض الأصوات، التي تطالب بضم دول أخرى، بإشراك منتخبات لا صلة جغرافية لها بمنطقة الخليج العربي، نقول لهم: «بالفم المليان لا وألف لا»، وكذلك نرفض الأصوات، التي تدعو إلى إلغاء البطولة، بحجة استنفادها للأغراض، التي أقيمت من أجلها، فمن هنا ندعو للمحافظة على روح البطولة الأقدم، الباقية في قلوبنا، مع التأكيد على أن البطولة بحاجة إلى مراجعة، خاصة ما يتعلق بتثبيت مواعيد انطلاقها، بما لا يعرضها إلى التضارب مع مواعيد بطولات قارية أو دولية أخرى مدرجة على أجندة «فيفا».. والله من وراء القصد.