الحضور الجماهيري «غير المسبوق» في تاريخ كأس الخليج جعل لـ«خليجي 26» نكهة خاصة كانت واضحة منذ لحظة وصولنا حتى يوم النهائي، حيث نجحت البطولة في جمع أبناء دول الخليج، وتحول سوق المباركية التراثي المفعم بعبق التاريخ الكويتي إلى عاصمة للجماهير، ونقطة تجمع عشاق كرة القدم الخليجية وأفردت وسائل الإعلام المختلفة مساحات لنقل التجربة الفريدة للجماهير الكروية ما بين متعة الرياضة وعراقة التاريخ.
في المقابل تحولت الدواوين التي تعرف بالمجالس المفتوحة إلى ملاعب مصغرة إذ فتحت أبوابها لزوارها على مدار فترة البطولة، وحضرت العديد من الدواوين والجميع كانوا يرددون اسم الوطن بفخر واعتزاز، وكانت كلماتهم تسعدني، كما تميزت البطولة بالمبادرة الاستثنائية بتكريم أساطير كرة القدم الخليجية الذين أسهموا في إثراء تاريخ اللعبة وتسليط الضوء على إنجازات صناع مجد كرة القدم الخليجية، فكانت لفتة طيبة من البلد المنظم.
بلغ العائد المالي الإجمالي للبطولة حسب قراءتي لتقرير خاص عن الأرقام حوالي 61 مليون دينار كويتي، بمتوسط صرف يومي للفرد 118 ديناراً، وتم استقبال حوالي 69 ألف زائر للكويت خلال فترة البطولة، جاء 44.9 % منهم عبر المطارات، والباقي عبر المنافذ البرية، وقدر عدد المستفيدين من فعاليات البطولة المختلفة بحوالي 4.2 ملايين شخص، كما تم نقل المباريات عبر 10 قنوات رياضية، وبلغ عدد المشاهدات التلفزيونية حوالي 16 مليون مشاهدة، واستُخدمت وسائل متعددة للتسويق، وبلغ الحضور الجماهيري للمباريات حوالي 400 ألف متفرج، بمتوسط 26 ألف متفرج لكل مباراة، فالجماهير حضرت وبأرقام غير متوقعة.
عززت البطولة الروابط الخليجية وأظهرت التقدير للشعب الكويتي وشغفه بالضيافة، ومن أهم الدروس المستفادة نجاح البطولة في الربط بين القطاعين العام والخاص بشكل مثالي ليتحقق النجاح.
قدم أبناء الكويت نموذجاً متميزاً في تقديم بطولة ناجحة بكل المقاييس، واستحقوا بالفعل أن نقول لهم كفيتم ووفيتم.. والله من وراء القصد