تتردد على مسامعنا قصص نجاح لأشخاص ممن استمروا في طريق النجاح رغم الظروف القاسية ومطبات الحياة المتكررة، سواء على الصعيد الشخصي أو العملي.
ومع ذلك، لم تكن تلك التحديات بالنسبة لهم عائقاً أو سبباً للاستسلام، بل شكلت دافعاً قوياً للاستمرار والمحاولة من جديد، وذلك لأنهم آمنوا بإصرار وثقة ويقين أن القادم يحمل فرصاً أجمل وأفضل، لذا جعلوا من الإخفاقات دروساً ومن العقبات محطات عبور نحو تحقيق الأهداف.
أما البعض الآخر، يبدأ باسترجاع الأحداث المؤلمة التي وقعت منذ زمن بعيد ويتخيل سيناريوهات مختلفة تحاصره من كل جهة وتستحوذ على جلّ تفكيره فيبقى سجيناً وخاضعاً لكل تلك القصص السوداوية حتى في اللحظات المبُهجة، فيخسر بذلك راحة البال وتقبل الناس وجمال الحاضر.
في الواقع، يظن البعض أنهم حتماً يعيشون في الحاضر، لكن لا تزال كثير من المواقف وذكريات الماضي تطل عليهم بين الحين والآخر، وتعيق قدرتهم على الإنجاز والتقدم، فرغم تغير الظروف والمواقف تبقى تلك الصفحات القديمة، الممتلئة بالذكريات المؤلمة والعثرات والإخفاقات، مخبأة في داخل أعماقهم، لا يراها أحد سواهم، لكنها تستمر في التأثير على حاضرهم ومستقبلهم.
قد يجحف البعض في حق نفسه خصوصاً حين يجعل ما حدث له في الماضي يحدد ما هو عليه اليوم، ويستمد قيمته من خلالها، لكن نحن ننمو ونتغير ونصبح أكثر نضجاً مع مرور الوقت، لهذا لا يمكن أن نكون منصفين في حق أنفسنا من خلال تصوراتنا الجديدة عن الماضي. بل إنه من الطبيعي أن نصبح أكثر نضجاً مع مرور الوقت وتقدمنا في العمر ومرورنا بالمواقف المختلفة.
إذاً لا تعش في صفحات الماضي، فما مضى قد انتهى. اجعلها مرجعاً تلجأ إليه عند الحاجة، وركّز على كتابة صفحات جديدة مليئة بالأمل والعمل والطموح، لتصنع حاضراً ومستقبلاً أجمل.