هذه المرة من المرات القليلة جداً، التي لا يحبذ فيها الناس ترشيح فريق على آخر، فعندما تسأل أحدهما: مَنْ ترشح للفوز بكأس الخليج غداً؟ يقول لك: «والله لو كان الأمر بيدي لأعطيت الكأس للفريقين»، وعندما تقرأ صحيفة في يوم المباراة تجد عنوانها يقول: «لا خاسر اليوم في النهائي».

معلوم أن لكرة القدم وجهين، أحدهما مبهج، والآخر مؤلم، هذا هو الفارق المعتاد بين الفوز والهزيمة، وهذا ينطبق على المباريات عامة إلا النهائي، لأنه غير معتاد، فهو لا يكتفي بالفرح والحزن فقط، بل يكون عارماً وهائلاً، ولا يصدق عند الفوز، ويكون مؤلماً لدرجة لا تحتمل عند الخسارة.

الفريقان عند التأهل للمباراة النهائية تسود كلاهما نشوة الفوز والشعور بالفخر والتفوق، لكن في المباراة النهائية لا يكون الأمر كذلك للفريق الخاسر، لدرجة أنه يقول في قرارة نفسه «يا ليتني ما وصلت للنهائي!».

شتان الفارق بين المركزين الأول والثاني، وبين البطل واللا بطل!

هناك من يعتبر مركز الوصافة إخفاقاً، فالخسارة في النهائي تفسد كل شيء قبلها، هذا هو الواقع للأسف، فلا يتذكر أحد للخاسر أنه فاز مرة ومرتين وثلاث مرات، وربما أكثر حتى بلغ النهائي، هذا يتبخر، ولا يبقي في المشهد إلا الخسارة أمام منصة التتويج!

من أجل كل هذه المعاني، التي يراها البعض ظالمة وقاسية، تجد كل الترشيحات لا تقدم أحدهما عن الآخر، حتى لا يمر الخاسر بهذه الآلام وهو لا يستحق.

الفريقان معاً، العماني والبحريني أسعدا الناس بمستواهما وبأدائهما، وبمشوارهما الحافل والمظفر في البطولة، لدرجة الأمنيات بأن يكون كلاهما بطلاً.