لا شك في أن الفوز في مثل هذه المباريات يعادل بطولة. وبمعنى آخر أكثر دقة قد يؤدي إلى تحقيق بطولة. أتحدث بالطبع عن مباراة العين وشباب الأهلي المؤجلة في دوري أدنوك الإماراتي للمحترفين، إذا قالوا مباراة قمة فهي كذلك، وإذا قالوا إنها على هذا النحو أصبحت الكلاسيكو الحقيقي والوحيد في كرة الإمارات فلديهم الحق، إنها من المرات القليلة، التي تقول فيها وأنت مطمئن: «شكراً للفريق الفائز فأنت تستحق، وتقول فيها بنفس القدر: شكراً للفريق الخاسر فأنت لا تستحق الخسارة!».

ليس هذا فحسب، بل تستمر معك كلمات الشكر والثناء، لتذهب بك نحو حكم المباراة البرازيلي، ذلك الحكم الرائع القوي الواثق، الذي يقرر، ولا ينتظر «الفار» أن يقرر له، الحكم الذي يكاد يلغي من قاموسنا مقولة «أفضل الحكام أقلهم أخطاء»، فأخيراً شاهدنا حكماً لا يخطئ، وهذه وجهة نظر خاصة إذا تعارضت مع أحد!.. واسمحوا لي أن أستمر في كلمات الشكر، فأنا لا أستطيع تجاوز الجماهير التي ألهبت المباراة من الجانبين، وجعلتنا نعيش أوقات كرة القدم عندما تكون على أحسن ما يكون.

نعم، فاز شباب الأهلي بهدف وحيد، أعطاه أروع ثلاث نقاط، بل يمكنه أن يمضي بتأثيرها إلي النقطة البعيدة، التي يبحث عنها، ونعم أيضاً فقد باعدت بين العين وبين المنافسة، لكنني في هذه المباراة تحديداً، وبعد هذا العرض القوي المتشدد لا ألومه، فقد فعل كل شيء، لكن كرة القدم لم تطاوعه.

لقد أثبت الفريقان معاً قوة دوري الإمارات، وقدما الدليل لكل من يريد، وكل من يشكك، لقد كانت مباراة أوروبية، أشبه بمباريات الدوري الإنجليزي في السرعة والديناميكية والمتعة، وعدم تضييع ولو دقيقة واحدة عن مجريات المباراة الفعلية، ولا أملك إلا كلمة شكراً، بل ألف شكر.

كلمة أخيرة

إذا كانت كلمات الشكر قد ذهبت في كل صوب تثميناً لحالة الإمتاع لأحلى مباريات الموسم فتتبقى واحدة، أخص بها حارس مرمى الأهلي المقبالي، فهو مفاجأة الحفلة الكروية، إنها إعادة اكتشاف لحارس كامل الأوصاف، فقد وقف حجر عثرة، وتصدى لكل محاولات الزعيم العيناوي، وحرمه من هز الشباك، لكنه بأدائه المبهر هز قلوب كل محبي ومناصري فرسان الأهلي.