بمجرد أن راودتني الفكرة شعرت بالانجذاب إليها، إنها فكرة تسليط الضوء على الفرق المكافحة التي كنا نسميها قبل زمن الاحتراف بالمظاليم، لاسيما عندما يكون هناك إنجاز مشهود تماماً مثلما فعل فريق البطائح مؤخراً بقيادة مدربه الشاب الشجاع فرهاد مجيدي، لقد تابعت بشيء من الإعجاب فوزه الأخير على فريق الوحدة بهدفين نظيفين في استاد آل نهيان بأبوظبي، ذلك الفوز المثير الذي غادر به الفريق مركز الهبوط إلى مركز أعلى ربما يكون نواة إلى الذهاب إلى منطقة آمنة وهذا ما أتوقعه في الفترة المقبلة.

تشعر دونما تحيز أن المدرب فرهاد مجيدي هو نجم هذه المرحلة منذ أن تولى مسؤولية تدريب هذا الفريق الذي كان يعاني الأمرين قبل مجيئه، فإذا بالمشهد يتغير كلياً وهذا فيه الدلالة الصادقة على أن المدرب الكفء يستطيع أن يفعل الكثير، وأن تغيير المدرب ليس دائماً سلبياً.

وأنه يتجاوز فكرة الارتقاء بالحالة النفسية إلى الحالة الفنية، فهذا هو ما رأيناه في مباراة الفريق أمام الوحدة، فقد لعب المدرب بالأسلوب الذي يتناسب مع قدرات فريقه وحرم الوحدة من أغلى ثلاث نقاط كانت كفيلة باستمراره في المنافسة، فإذا به يفقدها ويكاد موسمه ينتهي في كافة البطولات، وهو أمر محزن ومؤلم لجماهير هذا الفريق الذي حيرها!!

تحية لكل الفرق المكافحة التي تستفيد من إمكاناتها المحدودة وتحاول جاهدة الثبات والنجاة من شبح الهبوط المبكر، وقد أعجبني أيضاً في تلك الجولة التي انتهى بها الدور الأول ما فعله فريق دبا الحصن الذي تفوق على العروبة بقيادة مدربه الوطني حسن العبدولي، فهو لم يفز بثلاث نقاط فقط، بل بست نقاط، كونها تحققت على فريق يمر بالظروف نفسها.

آخر الكلام

فرهاد مجيدي قصة نجاح للاعب ثم مدرب، لقد وجد البطائح ضالته في مدرب كفء شجاع ومغامر وهي أدوات مهمة من أجل تحقيق الأهداف.