قامت السيدة شعاع زينل، وهي تربوية إماراتية متقاعدة، بإنتاج قاموس، أو لِنقل إنه دليل شامل يكسر حاجز اللغة بين المواطنين الإماراتيين في لهجتهم، مع المغتربين من المقيمين الأجانب في الدولة.
دليل عملت عليه شعاع سنوات، وبمنهجية تعليمية منظمة، في وحدات تتدرج، لتغطي جميع جوانب اللهجة الإماراتية من حيث النطق والقواعد، والفروقات الثقافية الدقيقة، مع تمارين في كل وحدة على حدة، تتضمن حوارات وسيناريوهات من واقع الحياة، وكل الممارسات التي تهدف إلى تعزيز القدرة على التطبيق والتعبير بأريحية للأجنبي في استخدامه اللهجة.
التقيت شعاع زينل في صدفة جميلة، وحرصاً منها أهدتني نسخة، لأتساءل بداية:
لم لا يكون الدليل بالفصحى؟
وكان هذا تساؤلها أيضاً قبل أن تبدأ بالعمل، ولم تكن إجابتها سوى أن الاستخدام الرئيسي للقاموس هو القدرة على الاستخدام، أي تكيف النص في اللهجة مع أسلوبنا الخاص أثناء الكلام، كما هي في الدول العربية الأخرى، هناك اللغة وهناك اللهجة، يختار المغترب إحداهما، وغالباً الطالب والباحث والأكاديمي يختار الفصيح، بينما السائح والمقيم يختار اللهجة.
إذن كان هدف الدليل أن يكون متوفراً بأسلوب الجمهور المستهدف، لهجة تضيف لهم مهارة التواصل الاجتماعي لأغراضهم اليومية، وتساعدهم على تحرير كلامهم بسهولة، فكانت العبارات الإماراتية المجدولة غاية الدقة، عبارات نمطية مخصصة، مترجمة حتى في موسيقى الكلام، ومن حيث مخارج الحروف أثناء النطق، وجهد لم أتصور أن تقوم به وحدها سوى لشعورها بالمسؤولية تجاه الواقع، ليس مع المقيمين فحسب، إنما حتى مع جيل إماراتي جديد، معظمه لا يجيد لهجته، بسبب اقتحام اللغة الأجنبية كتبه المدرسية وعلومه المختلفة، والدليل يفيدهم، بجانب الطلاب الأجانب في مدارس الدولة، وهو يتوفر ورقياً وإلكترونياً.
في هذا العصر الحديث، ليس من الممكن إنشاء قاموس عالي الجودة، من دون فريق أو مجموعة من الخبراء والمعجميين، يقومون بجمع المعلومات من المفردات والجمل، التي يتم إدراجها فيه، مع التعريف بكيفية استخدام كل كلمة، ووضعها في جملة مع عبارات بمعانيها، تصاحبها أمثلة الاستخدام في جداول.
إذن شعاع زينل قامت بإنشاء قاموس أو دليل أو مرجع، في وقت مناسب، فدائماً هناك سؤال مهم يسأله الباحث قبل طرحه قاموساً مع مؤسسة أو فريق عمل، وهو: متى يكون إنشاء القاموس مفيداً؟ فكان سؤال شعاع هو سؤال الوقت وظروف المجتمع والواقع، ليأتي دليل «يالله إماراتي عربي» باللغة الإنجليزية، في الوقت المناسب.