رحل المعلق الرياضي الكبير ميمي الشربيني، أيقونة التعليق الكروي المصري، في 20 يناير 2025، تاركًا خلفه إرثًا رياضيًا وإنسانيًا عظيمًا، مسيرته الحافلة، التي بدأت كلاعب في النادي الأهلي واستمرت كمعلق رياضي، جعلته أحد أبرز الأسماء في تاريخ الرياضة المصرية.
وُلد محمد عبد اللطيف الشربيني، المعروف بـ "ميمي الشربيني"، في مدينة المنصورة عام 1938، وبدأ حياته الكروية في النادي المصري البورسعيدي، لينتقل بعد ذلك إلى النادي الأهلي، حيث حقق نجاحات كبيرة، وشارك في 175 مباراة مع الفريق الأحمر وسجل 28 هدفًا، وحصد مع الأهلي 4 ألقاب دوري، و3 بطولات كأس مصر، إضافة إلى ألقاب أخرى مثل كأس منطقة القاهرة، كما كان جزءًا من منتخب مصر الذي تُوج بكأس الأمم الإفريقية عام 1959 في القاهرة.
وعقب اعتزاله كرة القدم، دخل مجال التدريب، حيث قاد فرقًا مثل النصر في الإمارات والمنصورة وغزل دمياط في مصر، قبل أن ينتقل للعمل في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي.
وفي عام 1976، نجح ميمي الشربيني في اختبار الإذاعة ليبدأ مسيرته كمعلق رياضي، وتميز بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الحماسة والطرافة، مستخدمًا عبارات ومصطلحات عالقة في أذهان الجماهير، مثل، "أحد مواليد منطقة الجزاء"، "آخر حبات عنقود الموهوبين"، "90 دقيقة أشغال كروية شاقة"، "الكرة داخلة تزغرد في الشبكة"، "حازم إمام عنقود مهارات"، أسلوبه في الوصف كان مليئًا بالإبداع، مما أضاف متعة استثنائية لمتابعة المباريات.
وعلى الرغم من نجاحه المهني، كان لميمي الشربيني أسلوب حياة مختلف، في لقاء تلفزيوني عام 2018، كشف عن أسباب امتناعه عن الزواج، مؤكدًا أن "البيت له احترامه ومتطلباته"، وهو ما لم يكن يتناسب مع طبيعة حياته المحبة للتواجد خارج المنزل بشكل كبير، وعبّر عن عشقه لكرة القدم قائلاً: "أنا اتجوزت الكورة".
لم يكن ميمي الشربيني مجرد معلق أو لاعب؛ بل كان شخصية محبوبة تركت بصمة واضحة في كل من لمسها، برحيله، فقدت الكرة المصرية أحد رموزها، لكن كلماته وتعليقاته ستبقى خالدة في ذاكرة عشاق الرياضة.