شهد دوري أدنوك للمحترفين موسم 2024 - 2025 توزيعاً لافتاً للأهداف على مختلف دقائق المباريات، حيث أظهرت الإحصائيات أن فترات زمنية محددة تشهد معدلات تهديفية مرتفعة مقارنة بفترات أخرى، وبحسب بيانات موقع «ترانسفير ماركت»، تصدرت الدقائق من 61 إلى 75 قائمة أكثر الفترات تهديفاً، بينما تفاوتت باقي الدقائق في معدلات التسجيل، ما يعكس تأثير ظروف المباريات واستراتيجيات الفرق، هذا التباين يبرز أهمية التحضير البدني والذهني للاعبين، إلى جانب دور التبديلات التكتيكية التي يجريها المدربون، ما يجعل هذه الأوقات حاسمة في تحديد مصير المباريات.
وشهد دوري أدنوك للمحترفين هذا الموسم تسجيل 303 أهداف خلال 180 مباراة، وفقاً للإحصائيات الرسمية، وتوزعت هذه الأهداف على دقائق المباريات بشكل مثير، حيث برزت الدقائق من 61 إلى 75 بوصفها الأكثر تسجيلاً، بواقع 52 هدفاً، وهو ما يمثل نسبة كبيرة من إجمالي الأهداف المسجلة، وتميز نادي العين بكونه أكثر الفرق استفادة من هذه الفترة، بتسجيله 8 أهداف، ما يعكس مدى نجاح استراتيجيات الفرق وفعالية اللاعبين في استغلال الأوقات الحرجة التي غالباً ما تشهد ارتفاعاً في وتيرة اللعب.
كانت ثاني أكثر الفترات تهديفاً خلال الموسم بين الدقائق 31 إلى 45، حيث سجلت هذه الفترة 50 هدفاً من إجمالي الأهداف المسجلة، ويعد نادي الوحدة الأكثر تألقاً في استغلال هذا التوقيت، حيث سجل لاعبوه 8 أهداف، ما يظهر قوة الفريق في إنهاء الشوط الأول بفعالية هجومية تجعله يحسم العديد من المواقف لصالحه قبل نهاية النصف الأول من المباراة.
كما احتلت الفترة بين الدقائق 76 إلى 90 المركز الثالث، حيث شهدت تسجيل 49 هدفاً، وتميز نادي عجمان بكونه أكثر الفرق تسجيلاً خلال هذا التوقيت، بإحراز لاعبيه 7 أهداف، ما يعكس قدرة الفريق على استغلال اللحظات الأخيرة من المباريات، حيث تلعب الخبرة والتركيز دوراً محورياً في تحقيق النتائج، خاصة مع ارتفاع حدة المنافسة في هذه الفترة الحرجة.
تفوق الفرق
الفترات الأقل تهديفاً كانت بين الدقائق 1 إلى 15، وشهدت تسجيل 41 هدفاً، وتميز كل من ناديي الجزيرة والعين بكونهما أكثر الفرق تفوقاً في استغلال بداية المباريات، بتسجيلهما 6 أهداف لكل فريق، ويعكس هذا الأداء التركيز العالي للفرق في مستهل اللقاءات، مع سعيها لتحقيق انطلاقة قوية تمنحها الأفضلية المبكرة وتضع الخصوم تحت الضغط منذ البداية.
سُجل خلال الفترة بين الدقائق 16 إلى 30، 35 هدفاً، ما يجعلها من الفترات الأقل تسجيلاً، ورغم ذلك برز نادي العين بوصفه الأكثر تفوقاً في هذه الفترة، حيث أحرز لاعبوه 6 أهداف، ما يعكس استمرارية الفريق في تقديم أداء هجومي قوي منذ البداية حتى منتصف الشوط الأول.
الأقل تهديفاً
تعد الفترة بين الدقائق 46 إلى 60 من أقل الفترات تهديفاً في دوري أدنوك هذا الموسم، حيث شهدت تسجيل 33 هدفاً، وتميز نادي كلباء بكونه أكثر الفرق تسجيلاً خلال هذا التوقيت بإحراز 5 أهداف، ويعكس هذا الأداء الجهود الهجومية للفريق مع انطلاق الشوط الثاني، واستغلاله للحظات الانتقال بين الشوطين لتحقيق التفوق أو تعديل النتيجة.
الدقائق 90 وما فوق شهدت تسجيل 28 هدفاً، ما يجعلها من أقل فترات المباراة تهديفاً، وأظهر نادي كلباء تميزاً لافتاً في استغلال هذه اللحظات الحاسمة، حيث سجل لاعبوه 4 أهداف خلال هذا الوقت القاتل، ما يعكس قدرة الفريق على التعامل مع الضغوط في الدقائق الأخيرة.
الدقيقة 45 وما يليها تعد من الفترات الأقل تهديفاً في دوري أدنوك للمحترفين هذا الموسم، حيث تم تسجيل 15 هدفاً فقط خلال الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الأول، وبرز نادي الشارقة بوصفه الأكثر تألقاً في هذه اللحظات، بإحرازه 3 أهداف، مستغلاً الفرص النادرة التي تتيح للفريق التفوق قبل استراحة الشوطين.
تركيز
وأكد بدر حارب، لاعب وإداري الوصل السابق، أن تسجيل الأهداف في الأوقات الحاسمة من المباريات يرتبط بعاملين رئيسيين؛ الأول هو اللياقة البدنية، فالفرق التي تنجح في التسجيل خلال هذه الأوقات تتميز بتركيز أعلى ولياقة بدنية أفضل مقارنة بالخصم الذي يعاني غالباً من تراجع الجهد البدني والتركيز مع تقدم زمن المباراة، والعامل الثاني يعود إلى تغييرات المدربين وتأثيرها في مجريات المباراة، موضحاً: «اختيار المدرب للتوقيت المناسب لإجراء التبديلات ودفعه بلاعب قوي ولديه التركيز كورقة رابحة للفريق يعتبر عاملاً حاسماً في إحراز الأهداف، كما أن قراءة المدرب الدقيقة للمباراة وإشراك البديل المناسب يعززان فرص الفوز ويُحدثان الفارق في اللحظات الحرجة التي غالباً ما تحدد نتيجتها النهائية».
عوامل
كما تناول بدر صالح، مدرب خورفكان السابق، مجموعة من العوامل التي تؤثر في معدلات تسجيل الأهداف في أوقات معينة من المباريات، حيث قال: «هناك جوانب عدة تلعب دوراً مهماً في هذه العملية، أبرزها الجانب الذهني والتركيز العالي للاعبين، الذي يساعدهم على استغلال الفرص في الأوقات الحاسمة، إلى جانب ذلك ضعف أداء حراس المرمى وأخطاء المدافعين، إذ يعدان من العوامل الرئيسية التي تسهل تسجيل الأهداف خلال هذه الفترات»، موضحاً أن الجانب البدني ومهارات اللاعبين الفردية يمثلان جزءاً أساسياً من المعادلة، حيث يسهم اللاعبون المتميزون بمهاراتهم العالية في خلق الفرص وتحقيق الأهداف، هذه العوامل مجتمعة تعكس أهمية التحضير البدني والذهني الجيد للفرق، وهو ما يُمكّنها من التفوق واستغلال الفرص المتاحة في اللحظات الحرجة من المباريات.
توقيت
وشدد عبدالعزيز منقوش، نائب رئيس مجلس إدارة نادي التعاون، على أن توقيت تسجيل الأهداف في المباريات يعكس مستوى التحضير الشامل للفرق، حيث قال: «توقيت الأهداف ليس وليد الصدفة، بل يرتبط بشكل مباشر بالجاهزية البدنية والتركيز الذهني للاعبين».
وأضاف: «الأندية التي تنجح في استغلال هذه التوقيتات تكون دائماً على درجة عالية من التنظيم والاستعداد، ما يمنحها ميزة تنافسية كبيرة خلال اللقاءات».
استراتيجيات
وأكد بدر طبيب، مدرب فريق الإمارات، أن الفترات الزمنية المختلفة تتطلب استراتيجيات وتوجيهات خاصة من المدربين، وأوضح أن الفترة من الدقيقة 31 إلى 45، مع نهاية الشوط الأول، تعد من أكثر الفترات حساسية، حيث قال: «يكون التركيز مطلوباً بشدة، خاصة أن النصف ساعة الأولى تشهد العديد من الأحداث التي قد تؤدي إلى فقدان بعض اللاعبين لتركيزهم، ما يجعل الربع ساعة الأخيرة وقتاً مثالياً لاستغلال الأخطاء وتسجيل الأهداف».
وأضاف: «بعض الفرق تعتبر أن النصف ساعة الأولى مجرد مرحلة جس نبض تنتهي مع الدقيقة 20 أو 25، ما يؤدي إلى زيادة وتيرة المباراة وتزايد الخطورة على المرمى في نهاية الشوط الأول»، أما بخصوص الفترة من الدقيقة 61 إلى 75، فأشار بدر طبيب إلى أنها تعد «ذروة المباراة»، حيث يكون تأثير التبديلات ودخول عناصر جديدة في أوجه، مؤكداً: «التغييرات التكتيكية التي يجريها المدربون تسهم في رفع معدلات التسجيل خلال هذه الفترة، إلى جانب الجاهزية البدنية والذهنية للاعبين»، وختم تصريحه بأن «الحفاظ على التنظيم والتركيز طوال المباراة هو العامل الأساسي لتحقيق الأهداف واستغلال الفرص».
تفاوت
من جانبه، أشار فهد بن عبود الدبل، مدرب رديف خورفكان السابق، إلى أن التفاوت في تسجيل الأهداف بين دقائق المباريات يعكس أبعاداً فنية وبدنية متعددة، وقال: «توقيت تسجيل الأهداف يعتمد على عوامل عدة، أبرزها الحالة البدنية للاعبين ومدى تركيزهم في اللحظات الحاسمة، إضافة إلى ذلك تلعب أخطاء الخصوم، سواء من حراس المرمى أو المدافعين، دوراً كبيراً في منح الفرق فرصاً للتسجيل، حيث تستغل الفرق الجاهزة هذه الهفوات لتسجيل الأهداف».