مرت كرة قدم الصالات بمحطات متباينة منذ إشهار اللعبة في الإمارات العام 2008، تتمثل في عدم الثبات على عدد الفرق المشاركة في المسابقات كل موسم وفي عدد المسابقات نفسها، حيث اضطرت اللجان المتعاقبة في إدارة اللعبة للتعامل مع هذا الواقع بما يحقق استمرار النشاط وخاصة في مسابقة الدوري العام التي تقلص فيها عدد الفرق الموسم الماضي إلى 6 فقط، وبذل مجلس الشارقة الرياضي خلال 15 عاماً جهوداً كبيرة في هذا الشأن قبل أن تتحول إدارة النشاط هذا الموسم إلى اتحاد كرة القدم.

وكانت أولى مهام الاتحاد عبر اللجنة الجديدة برئاسة إبراهيم النمر، رفع عدد الفرق في منظومة الدوري لما يناسب القوة التي بدأت بها اللعبة في السنوات الأولى حيث ارتفع العدد إلى 11 فريقاً، وكان ذلك بمقام عودة البريق للعبة.

انضمام

انضمت لمنظومة اللعبة هذا الموسم 5 فرق هي شباب الأهلي العائد من التوقف، الإقامة وشؤون الأجانب دبي، الموج من رأس الخيمة، أكاديمية اليرموك، فليتوود يونايتد. وفي المقابل توجد 5 فرق خارج المنظومة من بين الفرق الأوائل في تأسيس اللعبة وهي النصر، الوصل، الظفرة، الوحدة والشارقة. وتتكون لجنة كرة قدم الصالات من إبراهيم حسن النمر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، رئيساً للجنة وعضوية كل من شهاب العوضي، الرؤوف المرزوقي، منصور بوسمرة، وأمل وائل.

تضم قائمة الفرق المشاركة في دوري كرة قدم الصالات هذا الموسم 11 فريقاً هي الفرق الستة من الموسم الماضي مليحة، الحمرية، كلباء، دبا الحصن، وخورفكان والبطائح، مع 5 فرق انضمت هذا الموسم هي شباب الأهلي، الإقامة وشؤون الأجانب دبي، الموج، أكاديمية اليرموك وفليتوود يونايتد.

وانطلق الدوري 5 أكتوبر الجاري ويقام على مرحلتين ذهاباً وإياباً، تليها مرحلة «بلاي أوف» وتخوض الفرق المنضمة حديثاً مبارياتها في قاعة اتحاد الكرة في الخوانيج، بينما تلعب الفرق التي سبق لها المشاركة في المواسم الماضية مبارياتها على ملاعبها المعتادة.

وتعد عودة شباب الأهلي للمشاركة في بطولة الدوري مهمة، لما يتمتع به من تاريخ مميز في كرة الصالات، وله رصيد مميز من البطولات، وخصوصاً الموسم 2018 - 2019، وفاز خلالها شباب الأهلي بثلاث بطولات، هي الدوري وكأس رئيس الدولة وكأس الإمارات. يذكر أن فريق البطائح سبق له الفوز في جميع بطولات الموسم الماضي، وهي الدوري وكأس السوبر وكأس الإمارات.

أندية المحترفين

وتحدث لـ«البيان» إبراهيم النمر عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ورئيس اللجنة التنفيذية، عن المعالجات التي بدأت بها اللجنة عملها في إدارة اللعبة، موضحاً أن الأندية التي كانت تمثل النواة في التأسيس وعلى رأسهم فرق شركات الأندية المحترفة سوف تعود تدريجياً لمنظومة كرة الصالات، مشيراً في ذلك لعودة فريق شباب الأهلي هذا الموسم، وقال إن اتحاد كرة القدم برئاسة معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان رئيس الاتحاد، وضع خطة مناسبة لذلك واللجنة التنفيذية تعمل وفق هذه الخطة والتوجيهات، لأن اللعبة تحتاج لجميع الأندية، ولا سيما أن لهذه الأندية خبرات كبيرة ودوراً مهماً كما حدث في السنوات الماضية.

وقال النمر إن مشاركة 11 فريقاً في الدوري هذا الموسم مؤشر جيد يدفع اللجنة لمواصلة خطة العمل بذات الكيفية التي بدأتها، وعبر النمر عن تفاؤله بعودة كثير من الأندية لمنظومة اللعبة من واقع الخطة التي وضعها اتحاد كرة القدم.

منافسات الشباب

وأوضح النمر أن منافسات الصغار واللعبة تجد الاهتمام وهناك استراتيجية جارٍ العمل فيها وتنفيذها من الموسم المقبل وستكون مسابقات الشباب والناشئين من بين الأولويات بما يسهم في التطوير الفني للعبة ويساعد الأندية والمنتخبات على تقديم لاعبين أصحاب موهبة.

كما أكد النمر أن العمل حالياً في ملف المنتخب الوطني الأول وجارٍ البحث عن مدرب أجنبي سيتم الإعلان عنه خلال أسابيع قليلة، وستكون منافسة الدوري الحالي فرصة مناسبة للمدرب لاختيار العناصر من اللاعبين، وقال النمر إن اللجنة تعمل في جميع الملفات سواء كان المسابقات أو المنتخبات الوطنية وتحرص على تحديد الأولويات بما يخدم خطة التطوير، وملف الشباب والناشئين من بين أولويات اللجنة.

وأكد رئيس اللجنة التنفيذية لكرة قدم الصالات الدور الإيجابي الذي قام به مجلس الشارقة الرياضي منذ أيام أحمد الفردان الذي يعد المؤسس للعبة، وقال إن مجلس الشارقة وضع اللبنات الأساسية للعبة وسار بها لسنوات طويلة بجهود يقدرها اتحاد الكرة ويعمل في الوقت نفسه على السير في طريقه، مشيراً إلى أن المشوار الجديد للعبة تحت إدارة الاتحاد، لا ينفصل عن المشوار السابق والجميع يكمل المشوار.

تطور

أكد فيصل عبدالله أحد أبرز الإداريين في اللعبة منذ التأسيس وآخر مدير للمنتخب الوطني، إيجابيات عدة خلال مسيرة اللعبة الممتدة من 16 عاماً، مشيراً إلى أن اللعبة شهدت تطوراً كبيراً في السابق في الفترة التي تولى مجلس الشارقة الرياضي الإشراف عليها وانعكس ذلك في الانتشار الواسع للعبة وفي المشاركات الخارجية على صعيد الأندية والمنتخبات الوطني وتنظيم بطولات قارية في الدولة على مستوى رفيع وظهور كوادر في التدريب والتحكيم وصلت للمستوى العالمي كما حدث في التحكيم في بطولة كأس العالم.

وأوضح أن اتحاد كرة القدم بذل جهوداً مقدرة في زيادة عدد الفرق هذا الموسم إلى 11 فريقاً، وهو من شأنه أن يدفع التطور للأمام ولا سيما في ظل رغبة عدد كبير من اللاعبين في الاتجاه للعبة، وقال إن التحفظ الوحيد في عدد اللاعبين المقيمين بعد السماح بمشاركة لاعب أجنبي يضاف له لاعبان اثنان من المقيمين، وهذا العدد يقلص من فرص اللاعب المواطن، ورأى فيصل عبدالله تقليص العدد إلى لاعبين اثنين في الملعب «مقيم وأجنبي» لبذل مجهود في عدد الفرق، والتحفظ على اللاعبين المقيمين والأجانب، كان يفترض عدد المقيمين والأجانب وخاصة أن إمكانات الأندية في التعاقد مع اللاعبين المقيمين والأجانب متفاوتة وتقليص العدد من شأنه أن يقلل الفوارق ويزيد من قوة التنافس ويزيد من فرص اللاعب المواطن بما يعود إيجاباً على المنتخبات الوطنية واختيارات اللاعبين.

كما أشار فيصل عبدالله إلى أهمية عودة دوري الرديف باعتباره منافسة نموذجية لظهور المواهب الشابة من اللاعبين المواطنين وخاصة أن المشاركة فيه تقتصر على اللاعبين المواطنين، وقال إن كل هذه الملاحظات ستكون ضمن التقييم بعد الموسم الحالي باعتبار أن التنافس حالياً بدأ في الموسم، واتحاد الكرة لديه من الخبرة والدراية ما يجعله يضع المعايير المناسبة للتطوير في المستقبل القريب. وأثنى فيصل عبدالله، على الجهود التي قام بها مجلس الشارقة على مدار 15 عاماً، ودور اتحاد الكرة الحالي في تثبيت الإيجابيات والعمل على إضافة الجديد.