تعد حالات الطرد بالبطاقة الحمراء من أصعب المواقف التي تواجه إدارات الأندية في التعامل مع اللاعبين، رغم التأثير السلبي الذي يحدثه النقص العددي في المباريات، حيث لا توجد نصوص واضحة في التعاقدات في حال تعرض لاعب للطرد بغض النظر عن سبب الطرد، وكثيراً ما تكتفي الأندية بالتوبيخ أو التنبيه، بينما تحاول بعض الأندية فرض غرامات مالية في بعض الحالات المحدودة التي يكون فيها الطرد بعيداً عن اللعب، وفي جميع الحالات يمثل النقص العددي هاجساً كبيراً لكونه نقطة التحول التي تؤثر على نتائج المباريات كما حدث في الجولة الأخيرة لدوري أدنوك للمحترفين، حيث ساهمت البطاقة الحمراء في التأثير بشكل مباشر على نتائج 3 مباريات، ولعل أبرزها «الريمونتادا» التي حدثت في ملعب الوصل عندما قلب خورفكان تأخره 1 - 3 إلى الفوز 4 - 3 في أكثر سيناريوهات الموسم إثارة حتى الآن نتيجة للطرد الذي حدث للاعب الوصل مالك جنعير في الدقيقة 45، في وقت كان الوصل متقدماً بفارق هدفين واستغل خورفكان النقص العددي بشكل أكثر من مميز ليسجل 3 أهداف على التوالي وهي المرة الثانية يسجّل خورفكان 4 أهداف في مباراة خارج أرضه بالدوري بعد فوزه 4 - 1 أمام العروبة في 2021.

فوز

ولم يختلف الحال كثيراً عندما نجح شباب الأهلي في تسجيل فوز عريض على صاحب الأرض بني ياس 5 - 1، بسبب النقص العددي بطرد لاعب بني ياس جواو فيكتور بعد مرور 42 دقيقة في وقت كانت فيه النتيجة 1 - 0 فقط لصالح شباب الأهلي.

وفي مباراة ثالثة، تأثر العروبة كثيراً بطرد لاعبه جابريل كاك أمام الشارقة من الدقيقة 60 في وقت كان العروبة صامداً ونداً قوياً رغم تأخره بهدف قبل دقيقتين من النقص العددي، ولا أدل على ذلك غير تسجيله هدفاً وهو ناقص العدد قبل 5 دقائق من النهاية، ولكن الهدف الثاني بعد الطرد زاد من مهمة العودة للمباراة.

من جهته، يرى الكابتن محمد حسين (إداري عجمان) أن التأثر الذي يحدثه النقص العددي بسبب البطاقة الحمراء تتباين فيه مواقف وتعامل الأندية مع لاعبيها الذين يرتكبون مخالفات تقود إلى سيناريوهات تزيد من تعقيد الأمور كما حدث في المباريات المذكورة، مشيراً إلى أن التعامل يختلف بين نادٍ وآخر في إنزال عقوبات على لاعبين يرتكبون أخطاء تدخل في أخطاء غير مبررة مثل سوء السلوك أو ارتكاب مخالفات بالتهور في توقيت مبكر من المباريات. واستبعد حسين وجود نصوص في تفاصيل التعاقدات تنبه اللاعبين لمثل هذه الأخطاء، ولكن بعض الأندية تأخذ الأمر بالجدية بفرض غرامات على اللاعبين عندما تكون حالة الطرد بعيدة عن مصلحة الفريق.

حادثة

وضرب محمد حسين المثل بحادثة الأوروغوياني فيدي فالفيردي، لاعب وسط فريق ريال مدريد في نهائي السوبر الإسباني، بعدما تحصل على بطاقة حمراء، بعد عرقلة ألفارو موراتا مهاجم أتلتيكو مدريد، حيث تحول فالفيردي إلى بطل قومي رغم الطرد لأن تصرفه كان سليماً في توقيت حرج منع به هدفاً محققاً في آخر دقيقة ليفوز بعدها فريقه باللقب، وقال إن هذه الحادثة تفسر خبرة اللاعبين وفي جعل الطرد إيجابياً لفريقه على عكس ما يحدث في معظم المواقف، موضحاً أن فريقه عجمان مر بمواقف سلبية جراء النقص العددي، كما حدث في مباراة سابقة مع الجزيرة طُرد فيها حسن زهران في وقت مبكر أمام الجزيرة، وكان عجمان متقدماً بهدف وتأثر بالطرد وحدث التعادل، وفي الموسم قبل الماضي مر عجمان بسيناريو مشابه أمام شباب الأهلي عندما طُرد مدافعه محمد إسماعيل في أول دقيقة فلم يتمكن من المحافظة على تقدمه بهدف فراس بالعربي فخسر 1 - 3، وقال محمد حسين إن ناديه لا يتردد في أخذ خطوة تجاه اللاعب بالطرد السلبي سواء بالتنبيه أو فرض غرامة مالية، ويتم توجيه اللاعبين دائماً على مراعاة التوقيت أثناء المباراة عند ارتكاب أي مخالفة وأفضل للفريق أن يستقبل الفريق هدفاً بدلاً من النقص العددي، لأن التعويض ممكن بينما النقص العددي يجعل النتيجة تنقلب مهما كان الفريق متقدماً في النتيجة كما حدث في مباراة الوصل وخورفكان الأخيرة.

سوء السلوك

من جهته، اتفق الكابتن علي محمد إداري الفريق الأول بنادي الشارقة، في تقسيم البطاقة الحمراء إلى ناحية سلبية وإيجابية، مشيراً إلى أن الطرد بسبب سوء السلوك لا يتردد النادي في أخذ موقف حاسم بالغرامة المالية من اللاعب، بينما الطرد في الالتحام تتفاوت فيه وجهات النظر فيما يخص توقيته أثناء المباراة، ولكن عموماً من الصعب أخذ موقف ضد اللاعب في الطرد بسبب الالتحام. وأشار إلى أن أهمية المباراة والتهيئة الذهنية دائماً ما تتسبب في تعرض اللاعب للطرد، حيث يؤثر الحماس الزائد في التدخلات والتهور، وعموماً يحتاج الأمر لإعداد ذهني وخبرة من اللاعب.