تمثل تصريحات المدرب الروماني كوزمين أولاريو قبل وبعد كل مباراة لفريق الشارقة مادة إعلامية لها ما بعدها من خلال الرسائل «المبطنة» من وراء الكلمات، وزادت هذه النوعية من التصريحات الموسم الماضي بعد خسارة الفريق جميع ألقابه التي أحرزها في بطولات الكؤوس الثلاث «كأس رئيس الدولة، كأس أديب، كأس السوبر»، ولم تتوقف مع انطلاقة الموسم الحالي قبل وبعد اختيارات اللاعبين الجدد الذين انضموا للفريق.

ذهبت بعض التفسيرات إلى رغبة كوزمين في المغادرة للحصول على الشرط الجزائي، وتفسيرات أخرى ترجح محاولته تبرير النتائج في حالة الابتعاد عن المنافسة على الألقاب.

موقفه من الاختيارات

ظهرت حالة عدم الرضا لدى كوزمين في الاختيارات خلال فترة الانتقالات التي انتهت بداية أكتوبر الجاري، حيث أطلق تصريحاً كما لو كان لا يعلم باختيار المهاجم البرازيلي «جيليرمي بيرو» صاحب الـ20 عاماً القادم من نادي كورنثيانز بقوله بعد مباراة الشارقة مع خورفكان في كأس «أديب»: سمعت أن هناك لاعباً جديداً قادماً معنا، ويبدو أنني لست مهماً بهذا النادي حتى أعرف، لكنها ليست مشكلة، وأعتقد أنه كلما يكون لدينا لاعبون أكثر، سيكون لدينا خيارات أكثر.

جاء تصريح كوزمين بعد نهاية المباراة مفاجئاً، لكن بعضهم يرى أن المدرب الروماني، وعلى غرار تجاربه السابقة مع أندية عدة، يريد إبعاد الضغط عن لاعبيه، وكرر كوزمين طريقته في التصريحات بعد تعادل فريقه مع الوحدات الأردني في «دوري أبطال آسيا 2» وبعد ساعات من انضمام المهاجم السورينامي تايرون كونراد قادماً من نادي ميزو هاكا الصيني في آخر يوم للانتقالات، حيث لم يخفِ عدم رضاه على عدد المهاجمين في فريقه بعد ضم هذا اللاعب، وقال بعبارة صريحة: «أتمنى أن يكون المهاجم الجديد فيه الحل لمشكلة الهجوم»، وهي إشارة واضحة لعدم اختياره للاعب.

تبرير النتائج

لم تنحصر تصريحات كوزمين المثيرة للجدل في تعليقاته على اختيارات اللاعبين الجدد في نهاية الموسم الماضي بعد أن خسر الفريق الدفاع عن جميع ألقابه التي أحرزها من قبل، وبدا كأنه يطلب الرحيل، وقال: «الأمور ليست جيدة، لم يكن عندي أي مساندة لمدة سنتين ونصف السنة، لقد طلبت مرة تأجيل مباراة لنا، ولم يتم تلبية الطلب بينما كانت معظم المباريات تتأجل في نفس الوقت، وعلى مدى سنتين ونصف السنة طلبت مرة واحدة تحكيماً أجنبياً لمباراة مهمة، ومع الأسف لم يتحقق أي شيء مما أطلبه، أنا تعبت صراحة، لكن هذه هي الوضعية ويجب أن أتكلم بصراحة».

ما وراء التصريحات

استبعد المحلل الفني المعروف محمد مطر غراب فرضية بحث كوزمين عن سبب يهدف من ورائه إلى مغادرة منصبه والحصول على الشرط الجزائي، وقال غراب، الذي يعرف كوزمين جيداً من خلال فترته السابقة في نادي شباب الأهلي، إن كوزمين ليس من نوعية المدربين الذين يفكرون بهذه الطريقة، وقال تفصيلاً في حديث لـ«البيان الرياضي»: «أعرف كوزمين جيداً، وهو بطبيعته رجل سخي لا ينظر للأمور من أي ناحية مادية على المستوى الشخصي، بل إنه مستعد أن يخسر مادياً مقابل أن يتحقق ما يطلبه، وهو مستعد للتنازل عن الماديات من أجل مصلحة الفريق، وهذا أحد الأسباب التي جعلته محبوباً، خاصة من اللاعبين».

وأضاف غراب: «ربما يرى البعض أن التصريحات التي يقولها كوزمين بين الحين والآخر فيها انتقاد للإدارة، ولكن في حقيقة الأمر هي طبيعته كمدرب يبحث دائماً عن مصلحة فريقه، وهو يميل دائماً أن تكون علاقته جيدة مع اللاعبين ويضغط على الإدارة بهدف سرعة الاستجابة لمطالبه».

ماذا يقول كوزمين؟

ورد كوزمين في سؤال لـ«البيان» عن مغزى تصريحاته المثيرة للجدل، قائلاً: «لا أقصد إثارة الجدل بهذه التصريحات، وما أقوله يستند إلى ما أفكر فيه من أجل مصلحة الفريق بعيداً عن أي تبريرات أو أمور أخرى، وأحب وضع الناس أمام الحقيقة فقط».