يعيش فريق العين واحدة من أسوأ فتراته بعهد الاحتراف من حيث النتائج، والألقاب على المستوى المحلي، بداية من موسم 2018 ـ 2019، وحتى الموسم الماضي 2023 ـ 2024، واستمرت نتائجه المخيبة خلال هذا الموسم بخروجه من بطولتي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وكأس رئيس الدولة، وهو الأمر الذي أثار استغراباً وكثيراً من التساؤلات وسط المتابعين، ومحبي الزعيم صاحب أكبر عدد من الألقاب الداخلية والخارجية على مستوى أندية الإمارات.

وخلال آخر 6 مواسم حقق الفريق البنفسجي 3 بطولات فقط من أصل 24 بطولة كانت متاحة، إذ خرج في 3 مواسم متتالية دون أي لقب بداية من موسم 2018 ـ 2919، فيما توقفت البطولات المحلية في موسم 2019 ـ 2020، بسبب جائحة كورونا، وخرج في نفس الموسم من مرحلة المجموعات بدوري أبطال آسيا، وغاب كذلك عن منصات التتويج في الموسم الذي يليه 2020 ـ 2021 دون أن يحقق أية بطولة، قبل أن يقوده المدرب الأوكراني الأسبق، سيرجي ريبروف، لتحقيق ثنائية الدوري، وكأس الرابطة في موسم 2021 ـ 2022، وخرج في موسم 2022 ـ 2023، من دون بطولة، قبل أن يسعد الشارع الرياضي الإماراتي بلقب دوري أبطال آسيا موسم 2023 ـ 2024، ولكنه خرج خالي الوفاض على مستوى البطولات المحلية.

ولم يحدث للفريق البنفسجي أن غاب كل هذا الوقت من منصات التتويج منذ عام 1997، إذ إنه بداية من موسم 1997 ـ 1998 وحتى موسم 2005 ـ 2006 ظل يتوج ببطولة على الأقل في كل موسم، ليحصد 14 بطولة خلال 9 مواسم وكان أفضل ظهور له في عهد المدرب الفرنسي الراحل، عبد الكريم ميتسو، الذي حقق معه ثلاثية الدوري، والسوبر، وأبطال آسيا، وإجمالياً نجح العين في تحقيق 26 بطولة طوال المواسم، التي سبقت تتويجه كونه وصيفاً لمونديال العالم للأندية عام 2018، قبل أن يدخل في دوامة من الإخفاقات في المواسم الستة الأخيرة.

وبرغم أن العين يعتبر أكثر الفرق الإماراتية تحقيقا للبطولات برصيد 32 بطولة من دون بطولات السوبر غير أن الحالة التي يعيشها بالفترة الأخيرة انعكست على مشاعر جماهيره العريضة، التي انتابها القلق مع استمرار تراجعه على مستوى الأداء والنتائج، خلال هذا الموسم 2024 ـ 2025، إذ خرج من بطولتي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وكأس رئيس الدولة، وقبلها كان خرج من بطولة كأس القارات، كما يبتعد بفارق 12 نقطة عن المتصدر، وآسيوياً تضاءلت حظوظه للحد الأدنى في التأهل لثمن نهائي أبطال آسيا للنخبة بوجوده في المركز قبل الأخير على لائحة ترتيب فرق غرب القارة بنقطتين فقط من أصل 15 نقطة، ليتوقف أمله في الصعود لثمن النهائي على فوزه في الجولتين المتبقيتين، في انتظار ما تسفر عنه نتائج الفرق الأخرى المنافسة.

وأرجع نجم العين الدولي السابق، سالم جوهر، سبب الإخفاقات التي يعيشها العين إلى قلة الشغف والطموح وحب كرة القدم كونها لعبة ورياضة لدى اللاعبين، مشيراً إلى أن لاعبي ما قبل الاحتراف كانوا يحبون الكرة كونها هواية ويتنافسون بقوة من أجل اقتحام التشكيلة الأساسية لأي مباراة، وكان اللاعب يملك طموحاً كبيراً، ويقاتل من أجل الفريق، ولذلك كان مستوى لاعبي دكة الاحتياطي لا يقل عن مستوى الأساسيين داخل الملعب، وهؤلاء بدورهم كانوا يقاتلون من أجل البقاء في القائمة الأساسية، لأن كل واحد منهم يدرك أن هناك أكثر من بديل له ينتظر في دكة البدلاء، وكان عشق الشعار وروح العائلة من أسباب قوة الفريق في ذلك الوقت.

وقال: «تراجع المستوى يشمل جميع الأندية الإماراتية وليس نادي العين فقط، بسبب إهمال المواهب، ولاعبي المراحل السنية والأكاديميات من المواطنين، الذين أصبح وجودهم في قائمة الفريق الأساسية يقتصر على اثنين أو ثلاثة فقط، وحتى هؤلاء يختفون مع مرور الوقت، ولا يصبح لهم وجود، وكثير من اللاعبين الذين أصبحوا نجوماً ومشاهير تأسسوا في مدرسة العين، التي كانت تصقل المواهب وتوظف مقدرات الصغار وتربيهم على حب كرة القدم والغيرة على شعار النادي، وهو ما افتقدناه اليوم بصورة واضحة».