أكد عبدالله الدرمكي أن تجديد بقائه على مقعد رئاسة اتحاد الكرة الطائرة يحدده مدى الرضا عن العمل، الذي يقوم به مجلس الإدارة الحالي، وأنه لا يشغل تفكيره بمسألة خوضه لانتخابات الاتحاد المقبلة بقدر العمل على تنفيذ الخطة الاستراتيجية الموضوعة لتطوير اللعبة، وقال في حواره مع «البيان»: إنه لا يهتم بمناصب أو كراسيّ، وتركيزه الأكبر على مصلحة اللعبة، وإن الطموح الأكبر لأعضاء اتحاد الطائرة هو الوصول باللعبة خلال الـ6 أو الـ8 سنوات المقبلة إلى المحافل الدولية، وشدد على عملهم في إدارة الاتحاد على قلب «رجل واحد»، واتخاذ جميع القرارات بالاتفاق على مائدة الاجتماعات دون أي خلاف. وأكد أن تجربة اللاعب المقيم أثبتت نجاحها في ملاعب الطائرة، وأسهمت في تطوير المسابقات المحلية، التي أصبحت جاذبة للاعبين المميزين من خارج الدولة.

وأجاب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة في بداية الحوار عن تساؤل على مدى الرضا عن العمل، الذي قام به المجلس منذ توليه المسؤولية في نوفمبر 2021، بقوله: «فور استلام دفة الاتحاد مع فريق العمل في مجلس الإدارة قمنا بتحليل الوضع الحالي، ووقفنا على الاحتياجات ومكامن الضعف التي تحتاج إلى تطوير، لأنه لا يستطيع أي اتحاد رياضي العمل أو التخطيط إلا عندما يرى الواقع، ووضعنا خطة استراتيجية، يتفاوت مداها ما بين قصير وطويل الأمد، وعندما وضعنا تلك الخطة لم نفكر أننا وحدنا من سيقوم بتنفيذها، بل وضعنا في الاعتبار إمكانية تطبيقها من قبل من يأتي بعدنا من رفاق الدرب، والمهم أن يكون الهدف الرئيسي للجميع هو تطوير كرة الطائرة بالإمارات».

مشوار طويل

وقال عبدالله الدرمكي: «قمنا بوضع استراتيجية، وعملنا مع فريق العمل على تطبيقها، وقطعنا فيها مشواراً طويلاً وجيداً، ولا نقول: إننا حققنا 100 % من العمل والأهداف المحددة في تلك الاستراتيجية، ولكننا نقول: إننا حققنا ما يرضي الطموح، ولا يزال هناك عمل كبير ومشوار طويل علينا القيام به، مع استقرار هدفنا على الارتقاء بكرة الطائرة بالإمارات، لتقارن بالدول التي لها حضورها على المستوى الإقليمي والدولي».

وتابع: «ركزنا خلال الفترة الماضية على بعض المحاور المهمة، ومنها العمل على القواعد الأساسية للمنتخبات الوطنية، وتكوين منتخبات للمراحل السنية، وإعادة تشكيل الأجهزة الفنية للمنتخبات، بما يلبي متطلبات المرحلة المقبلة، وإعادة رسم المسابقات المحلية لتصب في مصلحة تطوير وتكوين منتخبات قوية، وإضافة إلى ذلك قمنا بتطوير الحوكمة الداخلية للعمل الإداري، وإعادة تسويق المحور المالي والتسويقي للكرة الطائرة، خلال السنوات الثلاث الماضية، وبالفعل حققنا مركزاً مالياً يدعم كل أنشطة الاتحاد، ويساعد على تنفيذ كل المستهدفات التي نعمل عليها، وساعدتنا إعادة برمجة المسابقات على تطوير العمل في محور قضاة الملاعب، من خلال ضخ دماء جديدة، وإشراكها وقدامى الحكام في دورات تطوير للمستوى، بما يتواكب ومستوى وتعديلات وقوانين اللعبة على الصعيد العالمي».

تخطي التحديات

أما عن أبرز التحديات والصعوبات التي واجهت عمل مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة فقال: «واجهنا تحديات وصعوبات عديدة، ولكننا نجحنا بفضل التعاون والتفاهم مع أعضاء الجمعية العمومية، والعمل مع الأندية كوننا فريق عمل واحداً مع الأندية، والتقارب الفكري، والاستقرار على المستهدفات المطلوبة مع المجالس الرياضية واللجنة الأولمبية الوطنية ووزارة الرياضة، والدعم الذي حصل عليه الاتحاد من كل شركائه ساعدنا على تجاوز كل تلك التحديات، وتنفيذ جانب كبير من الاستراتيجية الموضوعة بنجاح».

وأردف: «لعل أبرز جوانب النجاح أن العمل وفق الاستراتيجية على تكوين وتطوير منتخبات في المراحل السنية قد ساعدنا ذلك على إحداث تطوير كبير، وأصبح لدينا الآن منتخب وطني للشباب يمتلك حضوراً أفضل على المستوى الإقليمي والقاري، كما لدينا الآن منتخب وطني قوي للسيدات، ونعمل الآن على تكوين منتخبات شاطئية القوية، ونحن في الاتحاد نملك تطلعات كبيرة، وندرك أنها تتطلب الكثير من الجهد والعمل والمتابعة الدائمة لتحقيقها».

الشاطئية والسيدات

وتحدث عبدالله الدرمكي عن الكرة الطائرة الشاطئية وللسيدات قائلاً: «قام الاتحاد بتنظيم 4 جولات للطائرة الشاطئية في العام الماضي، ويهدف إلى تنظيم مثلها في عام 2025، لاكتشاف الخامات القادرة على ممارسة هذا النوع من الرياضة، للاستعانة بها في تكوين منتخبات وطنية قادرة على تمثيل الدولة بشكل جيد، ومشرف على الصعيدين العربي والخليجي، ونواة لتطوير اللعبة والمشاركة بقوة على الصعيد الآسيوي، ولدينا مسابقة وأنشطة محلية قوية للكرة الطائرة للسيدات، ونملك منتخباً جيداً، ونتطلع كذلك إلى تطوير مستواه للمنافسة الآسيوية، بعدما أثبت جدارته على الصعيدين العربي والخليجي».

وواصل قائلاً: «الطموح الأكبر لا يزال وجود أنديتنا ومنتخباتنا بقوة في الساحة الدولية للكرة الطائرة، لأن حضورنا لا يزال ضعيفاً، ولذا بدأنا العمل بتكوين منتخبات للمراحل السنية، وتطويرها والوصول بها إلى مصاف المنتخب الأول، ويحتاج إلى تخطيط وعمل مكثف من 6 إلى 8 سنوات، وهو ما نتمنى الاستمرار على تطبيقه سواء بقي مجلس الإدارة الحالي أو انتخب مجلس إدارة جديد، لتنفيذ خريطة طريق لمشاركات المنتخبات في المحافل الدولية، والوصول مستقبلاً إلى المشاركة في أقوى البطولات القارية والعالمية».

ورداً على تساؤل عن إمكانية خوضه انتخابات مجلس الإدارة الجديد، التي لم يحدد موعدها حتى الآن، للحفاظ على مقعد الرئيس، أجاب عبد الله الدرمكي بقوله: «خوض الانتخابات ليس شغلي الشاغل، ولكن همي الأول القيام بممارسة مهام منصبي الحالي، وفي مقدمتها تنفيذ الاستراتيجية الموضوعة بخطوات ناجحة، وأمر استمراري أو رحيلي سيكون بتقدير مدى رضا أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد عن العمل الذي يقوم به مجلس الإدارة الحالي، وأتوقع أنه إذا كان هناك رضا عن هذا العمل فسيحصل المجلس الحالي على الدعم اللازم للاستمرار، وإذا ظهر من هو أجدر وأكفأ، وتولى المسؤولية فسنكون أول الداعمين لجهوده، لأن همنا الأول مصلحة الطائرة الإماراتية، ولا يهمني وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد الحالي مناصب أو كراسيّ، والجميع ينفذ المهام لمطلوبة منه، ونأخذ قراراتنا باتفاق الجميع دون أي خلاف على مائدة الاجتماعات».

اللاعب المقيم

وحول تقييمه لتجربة اللاعب المقيم في ملاعب الكرة الطائرة قال عبدالله الدرمكي: «اللاعب المقيم أثرى ملاعب الطائرة بالدولة، وأعتبرها تجربة ناجحة قياساً على ارتفاع المستوى الفني للعبة، ونحن نعيش في دولة عدد سكانها تقريباً 13 مليوناً، والأغلبية من المقيمين على أرضها، واعتماد مشاركات المقيمين ومواليد الدولة ساعد على ظهور لاعبين جدد على مستوى عالٍ، وأسهم في ارتفاع مستوى المسابقات في كل الألعاب الرياضية، ومنها الكرة الطائرة التي أصبحت جاذبة للعديد من المواهب واللاعبين البارزين من خارج الإمارات، وهذا النجاح الذي تحقق ثمرة النظرة الثاقبة من القيادة الرشيدة لدعم الرياضة في الدولة».

وعن اقتصار المشاركة في الدوري العام للكرة الطائرة للرجال على 9 أندية فقط، وتأخر رؤية مشاركة أندية من الشارقة في مسابقات الرجال قال رئيس الاتحاد: «يسعى الأخوة في مجلس الشارقة الرياضي لتكوين فرق أولى للرجال في الأندية الممارسة للعبة، وأتوقع خلال العامين المقبلين مشاركة أندية من إمارة الشارقة، خاصة أن هناك أندية بدأت من المراحل السنية منذ فترة مثل كلباء، وأصبح لديه الآن فرق جيد في مرحلة الشباب، ويقدم مستويات جيدة في دوري هذه المرحلة السنية المهمة».