كيف سيطر حلفاء إيلون ماسك على الوظائف الحيوية للحكومة الفيدرالية؟

تعمل إدارة ترامب على تحويل وحدة تكنولوجيا المعلومات الفيدرالية، إلى أداة رئيسية في جهودها لإصلاح البيروقراطية الحكومية، وأصبحت هذه الوحدة، التي تُعرف باسم "قسم خدمات التحول التكنولوجي" (TTS)، محورًا لاستراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة هيكلة العمليات الفيدرالية، مما أثار مخاوف من تجاوزات محتملة وفوضى داخل أوساط موظفي التكنولوجيا الحكوميين.

خلال اجتماع يوم الاثنين، استفسر موظفو TTS عن مستقبل الوكالة من توماس شيد، حليف إيلون ماسك والخريج السابق لشركة تسلا، الذي تم تعيينه مؤخرًا كمدير للوحدة.

وأخبر شيد الموظفين أن الإدارة تراهم كـ"سكاكين الجيش السويسري" القادرين على تقديم خدمات عبر الوكالات الفيدرالية. وأكد أن الوحدة تُعتبر "المعيار الذهبي" لإنجاز الأعمال التقنية داخل الحكومة.

لكن في خلفية هذه التصريحات المطمئنة، كان فريق ماسك يقيم بهدوء كفاءة وولاء الموظفين الحاليين لتحديد من سيتم الاحتفاظ بهم.

وتكشف تعليقات شيد عن كيفية استغلال ماسك وحلفائه للوحدات التكنولوجية والوكالات الفيدرالية الأخرى لتوطيد السيطرة على السلطة التنفيذية. وقد استولت مجموعة ماسك بالفعل على مكتب البيت الأبيض المعروف سابقًا باسم "الخدمة الرقمية الأمريكية"، والذي تمت إعادة تسميته إلى "خدمة DOGE الأمريكية" في اليوم الأول لترامب في منصبه، كما يدير حلفاؤه إدارة الخدمات العامة، التي تشرف على العقارات والمشتريات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى مكتب إدارة الموظفين، الذي يتولى شؤون الموارد البشرية.

وبفضل سيطرتهم على اللوجستيات، يتخذ الفريق إجراءات استثنائية لتقليص حجم الحكومة، بما في ذلك دفع استقالات جماعية، والوصول إلى نظام دفع وزارة الخزانة، والحصول على بيانات القروض الطلابية الفيدرالية، وتحدي وجود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وتعد وحدة TTS جزءًا من استراتيجية أوسع للسيطرة على البنية التحتية التقنية للحكومة الفيدرالية، التي تدعم كل شيء من تطبيقات التسجيل الحكومية إلى موقع إدارة الضمان الاجتماعي.

وتحرك إدارة ترامب لوضع الموالين في مناصب قيادية تقنية، حيث أمرت إدارة شؤون الموظفين الوكالات الفيدرالية بإعادة تصنيف كبار مسؤولي المعلومات كمناصب سياسية يختارها الرئيس.

وحتى وقت قريب، كانت مهمة TTS تتمثل في جعل المنصات الحكومية سهلة الاستخدام ومتاحة للجميع. وتضم الوحدة موظفين يعملون في جميع الوكالات، مما يجعلها أداة قوية لتحقيق هدف ماسك المتمثل في خفض الإنفاق الفيدرالي بمقدار تريليون دولار.

ومع ذلك، يواجه الموظفون تحديات كبيرة، حيث أشار شيد إلى أن الوحدة قد تواجه تخفيضات في الموظفين على الرغم من الطلب المتزايد على خدماتها التقنية. وأكد أن الإدارة ستتحرك بسرعة لإجراء تخفيضات جذرية بحلول نهاية السنة المالية.

وقد أثارت هذه التحركات مخاوف بين موظفي التكنولوجيا الحكوميين، الذين بدأوا في تنظيم جهود للدفاع عن حقوقهم وقيمهم. وأطلقت مجموعة "CivicTechStrong" مبادرة جديدة لتوحيد العاملين في مجال التكنولوجيا المدنية للدفاع عن تأثير عملهم وممارسة حقوقهم.

وفي الوقت نفسه، يواصل فريق ماسك العمل بوتيرة سريعة، مستخدمًا أساليب مشابهة لتلك المستخدمة في شركاته الخاصة، بما في ذلك العمل لساعات طويلة وخفض التكاليف بشكل حاد. وقد أشار ماسك إلى أن فريقه يعمل 120 ساعة أسبوعيًا، مقارنة بـ 40 ساعة للبيروقراطيين الحكوميين، مما يمنحه ميزة تنافسية.

وبينما يركز ماسك على إعادة تشكيل الوكالات الفيدرالية، يواجه الموظفون الحكوميون تحديات أمنية وضغوطًا متزايدة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الخدمات التقنية في الحكومة الفيدرالية