محمد المزروعي.. رائد الابتكار في صناعة التمور

تعتبر قصة نجاح محمد سهيل المزروعي، المدير التنفيذي لمصنع «تمور ليوا»، مثالاً حياً على التفاني في العمل والرؤية المستقبلية التي تقود نحو التميز.

بدأت رحلة النجاح في عام 2006، عندما قرر المزروعي تأسيس مشروع مصنع «تمور ليوا»، المتخصص في تقديم التمور الإماراتية عالية الجودة بأساليب حديثة مبتكرة، في قلب مدينة ليوا بإمارة أبوظبي، لتنتقل «تمور ليوا» بعد ذلك بسرعة من مجرد مصنع إلى محور رئيسي في تصنيع التمور وابتكار منتجات صحية متعددة تلبي تفضيلات واحتياجات جميع الشرائح بالمجتمع.

مليون درهم

يقول المزروعي إنه عند انطلاق المشروع، كان رأس المال المبدئي لا يتجاوز المليون درهم، وهو مبلغ بسيط مقارنة بحجم النجاح الذي تحقق. وبالرغم من هذه البداية المتواضعة، إلا أن «تمور ليوا» سرعان ما أثبتت قدرتها على التفوق في السوق بفضل الالتزام بالجودة والابتكار في تقديم التمور.

وأضاف إن بداية المصنع كانت بـ 3 منتجات فقط، في حين أن عدد المنتجات الآن وصل إلى أكثر من 200 منتج، تشمل المنتجات المخصصة تحت علامات تجارية أخرى لتجار مختلفين، مشيراً إلى أن التوسع في الأسواق المحلية والدولية ساعد على تعزيز مكانة العلامة التجارية لمصنع تمور ليوا، حيث يصل حجم الإنتاج الآن إلى نحو 1800 طن سنوياً.

لم يكن نجاح «تمور ليوا» ليكتمل دون الاستفادة من الدعم الذي قدمته مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي تمثل في توفير الاستشارات الاحترافية التي ساعدت على تعديل الخطط وتبني استراتيجيات قوية، بالإضافة إلى توفير البرامج التدريبية التي طورت مهاراتنا التي جعلتنا أكثر جاهزية لدخول الأسواق، كما سهلت المؤسسة مشاركتنا في العديد من المعارض الدولية، الأمر الذي فتح لنا أسواقاً دولية جديدة، كما سهل علينا التواصل مع الموردين بطريقة محترفة.

أما بالنسبة للمستقبل، فقال المزروعي إن خطط «تمور ليوا» تشمل التوسع في أسواق جديدة حول العالم، إضافة إلى تطوير خطوط إنتاج مبتكرة تعتمد على التمور في صناعة منتجات غذائية صحية، مشيراً إلى أن الهدف هو أن تصبح «تمور ليوا» رائدة في هذا القطاع، وأن تعزز مكانة الإمارات كمصدر رئيسي للتمور الفاخرة.

الجودة

ويرى المزروعي أن سر النجاح يكمن في عوامل رئيسية عدة، أبرزها توفير منتجات تتميز بأعلى مستويات الجودة التي تضمن رضا العملاء وتوسيع نطاق المنتجات لتتناسب مع احتياجات الأسرة اليومية، بالإضافة إلى الابتعاد عن الإضافات الصناعية، وزيادة الوعي بأهمية الغذاء الصحي وهم ما ساعد في جذب عملاء من مختلف أنحاء العالم.

وقال: «ترتكز رؤيتنا في تمور ليوا على استغلال زراعة النخيل وثمارها لتحقيق التنمية والاستدامة. ونعمل على تحويل مكونات النخيل إلى منتجات تلبي احتياجات متنوعة، ونهدف إلى تمثيل الإمارات بأفضل طريقة على الساحة العالمية».

وفي نصيحته للشباب الإماراتي الراغب في تأسيس مشاريع خاصة، أكد المزروعي أهمية وجود فكرة واضحة وخطة عمل مدروسة. كما نصحهم بالاستفادة من الفرص التي توفرها الدولة من برامج تدريبية ودعم تمويلي. وأشار إلى أن النجاح يتطلب الصبر والمثابرة.