جددت مصر والأردن رفضهما أي خطط لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وذلك بعدما تحدّث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة لنقل الفلسطينيين من القطاع إلى مصر والأردن، فيما عاد نصف مليون نازح إلى شمالي غزة خلال 72 ساعة.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن ما يُثار عن تهجير الفلسطينيين مرفوض تماماً، ولا يمكن التساهل معه أو السماح به، نظراً لما يشكله من تهديد للأمن القومي المصري.
وأكد الرئيس المصري في تصريحات أمس، أن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني ظلمٌ لا يمكن لمصر أن تشارك فيه بأي شكل من الأشكال، مشدداً على أن ثوابت الموقف المصري التاريخي تجاه القضية الفلسطينية لا يمكن التنازل عنها تحت أي ظرف.
كما أكد السيسي أن هناك حقوقاً تاريخية لا يمكن تجاوزها، وأن الرأي العام المصري والعربي والدولي يُدرك تماماً حجم الظلم التاريخي الذي تعرّض له الشعب الفلسطيني على مدار 70 عاماً.
وأشار إلى أن العالم شاهد معاناة الفلسطينيين في غزة، عقب عودتهم إلى منازلهم المدمرة بعد أكثر من 14 شهراً من القصف والتدمير، مضيفاً إن مصر حذّرت منذ بداية الأزمة من أن يكون الهدف جعل الحياة في غزة مستحيلة لدفع الفلسطينيين إلى التهجير القسري، وأعلنت موقفها الرافض لذلك منذ اللحظة الأولى.
وأوضح أن مصر عازمة على العمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل، يستند إلى حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
موقف أردني
في عمّان، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني موقف المملكة «الراسخ» بضرورة «تثبيت الفلسطينيين على أرضهم». وقال بيان صادر عن الديوان الملكي إن الملك عبدالله «شدد» في لقاءات منفصلة عقدها في بروكسل أمس، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، على «موقف الأردن الراسخ بضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم ونيل حقوقهم المشروعة، وفقاً لحل الدولتين».
وأكد الملك «ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة واستدامته، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، مشيراً إلى «أهمية دور الاتحاد الأوروبي في دفع جهود تحقيق السلام».
كما أكد «أهمية تكثيف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة»، مشيراً إلى «استمرار الجهود الأردنية الإغاثية بكل السبل الممكنة».
وحذر الملك من «خطورة التصعيد في الضفة الغربية، والانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس».
وتشكل عودة الفلسطينيين في طوفان بشري إلى الشمال مؤشراً إلى تمسكهم بالبقاء ورفضهم أي فكرة لمغادرة أرضهم. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس، أن أكثر من نصف مليون نازح فلسطيني عادوا إلى شمالي القطاع منذ الإثنين.
وقال في بيان إن «أكثر من نصف مليون نازح من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم عادوا خلال الـ72 ساعة الماضية من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين».