«جبهة تحرير جزيرة السلحفاة».. ما دلالة التسمية؟

احتفالات الأمريكيين برأس السنة مطلع 2025 | أرشيفية
احتفالات الأمريكيين برأس السنة مطلع 2025 | أرشيفية

إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة، أمس، عن إلقاء القبض على أشخاص خططوا لـ«تفجيرات ضخمة» في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، ليلة رأس السنة، كشف في طياته عن تنظيم جديد، لم يكن قيد التداول سابقاً في سياق العنف المنظم.

التنظيم الجديد يسمي نفسه «جبهة تحرير جزيرة السلحفاة»، وقد عرفتها وزارة العدل الأمريكية بأنها «جماعة يسارية متطرفة مناهضة للحكومة، ومناهضة للرأسمالية، ومؤيدة لفلسطين».

اسم الحركة لافت للانتباه، لأنه يخرج عن المسميات التقليدية للحركات بشتى أنواعها الثورية والإرهابية، فمن أين أتى هذا الاسم؟

تشير مصادر متعددة إلى أن «جزيرة السلحفاة» مصطلح يستخدمه بعض السكان الأصليين، من قبائل الشمال الشرقي لأمريكا الشمالية، للإشارة إلى القارة، وهو يعكس أساطير يتبناها السكان الأصليون تقول: «إنه في زمن ما كانت الأرض مغطاة بالمياه، وعندما كانت المخلوقات بحاجة إلى مكان للعيش تطوعت سلحفاة عملاقة لحمل القارة على ظهرها».

وتبعاً لذلك يستخدم السكان الأصليون مصطلح «جزيرة السلحفاة»، للتأكيد على هويتهم وعلاقتهم الروحية والأصلية بالأرض، قبل وصول المستعمرين الأوروبيين، في إشارة إلى أن تجاوز أسماء يعتبرونها مفروضة مثل «أمريكا الشمالية».

ليس تنظيماً

ومن خلال هذه التسمية تريد الحركة أن تقول إن هدفها هو «تحرير الأرض من السيطرة الاستعمارية والرأسمالية، وإعادتها إلى جذورها الأصلية والقبلية»، وظهر ذلك في تعليقات لها على وسائل التواصل، علماً بأنها لا تقدم نفسها حركة سياسية تنتهج الأصول التنظيمية المعروفة للحركات والأحزاب (بنية هيكلية، نظام داخلي ووثيقة فكرية وسياسية).

هذه الحركة لا تكتفي بالهدف المباشر المتصل بجذور التسمية، من خلال دعوة الطبقة العاملة إلى «الانتفاض ومحاربة الرأسمالية»، إنما توسع مفهومها «التحرري» لتقول إنها «مؤيدة لفلسطين، ومناهضة للاستعمار والإمبريالية».

في سبتمبر الماضي نشرت ناشطة أمريكية، قالت إن اسمها جيرالدين راميريز، مقطع فيديو من على متن سفينة تابعة لـ«أسطول الصمود العالمي» المتضامن مع غزة قالت فيه بعد ذكر اسمها «أنحدر من جزيرة السلحفاة المحتلة، المعروفة أيضاً باسم الولايات المتحدة الأمريكية. أنا هنا لأن هذا كله معركة واحدة، معركة عالمية واحدة للقضاء على الاستعمار والإمبريالية»، وفق ما قالته هذه الناشطة في المقطع المصور.

سريع التكوين

من الواضح أن إحباط المخطط، واعتقال عدد من أعضاء المجموعة، قبل قرابة أسبوعين من تنفيذ العمليات، التي تتحدث عنها وزارة العدل الأمريكية، يشير إلى أن هذا التنظيم حديث التكوين، وربما تشكل سريعاً، إذ يبدو أنه لا يتمتع ببنية صلبة تمكنه من الاستمرار، فضلاً عن التوسع،

ومن الواضح أنه ليس تنظيماً مبنياً على أسس مستدامة، وليس واسع العضوية مثل بعض الحركات التاريخية الكبرى، كما أنه لا يضع قاعدة بيانات منظمة وشاملة عن نفسه، بل إن مصادر المعرفة عنه تأتي أساساً من تحقيقات السلطات الأمريكية وبياناتها، ومتابعة حسابات على أصابع اليد على الإنترنت.