«خليجي» رياضي ثقافي

عندما تنظم الدولة البطولات والأحداث الرياضية الكبرى تضع في الاعتبار أن يكون هناك عائد مادي، فنحن في زمن التسويق والاستثمار والاحتراف، فلذا نجد أن الدولة التي تتقدم لاستضافة أي بطولة قارية أو عالمية أو إقليمية تضع حسابات الربح والخسارة المادية من أولويات التقدم بالطلب، حتى بالنسبة لاستضافة كأس الخليج، فالدول التي تنظم العرس الخليجي تضع كل ذلك ضمن حساباتها، وهذا ما شاهدناه في الكويت أخيراً في «خليجي 26»، وهناك أرقام سنعود لها في حينها لتوضيح هذا الأمر أكثر، ولكن للنظر اليوم إلى زاوية أخرى في العرس الخليجي الكروي.

حيث تداخلت خيوط الرياضة مع الحضارة والثقافة وجمعت القلوب موحدة للشعوب، فكانت أسواق المباركية مسرحاً لأبناء الخليج بين رقص وغناء، فالكل يعبر عن فرحته في صورة جميلة لا تحدث إلا في خليجنا الحبيب ما زاد من نجاح النسخة الاستثنائية من البطولة الخليجية العريقة، فهي لم تكن مجرد حدث رياضي فقط، بل كانت قصصاً تروى وتاريخاً مشتركاً وإرثاً حضارياً واجتماعياً وثقافياً، لوحة فريدة امتزجت فيها الرياضة بالأخوة والحماس الجماهيري بلحمة الشعوب، وفتحت الباب للكويت مجدداً إلى أن تكون وجهة رياضية جاذبة على الخريطة العالمية، حيث أخطرت الكويت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن استعدادها لتنظيم العديد من المباريات العالمية والبطولات، كما أعلنت عن رغبتها في استضافة كأس آسيا لكرة القدم، وكانت هي أول دولة خليجية نظمت العرس القاري، كما كانت الأولى من دول الخليج التي تتأهل إلى المونديال عام 1982 في إسبانيا.

أثبتت دولة الكويت قدرتها على احتضان الأحداث الرياضية الكبرى بتنظيم رائع وفعاليات مبهرة، فمن الصعب نسيان حُسن تنظيم البطولة والإخراج المبدع لـ «خليجي زين 26» التي أمتعت الجماهير.. والله من وراء القصد.