«ليتني لم أقرأ»

قرأت بالأمس عن العدد الخيالي للاعبين غير المواطنين في دوري المحترفين، والذي يعد الأكبر في المنطقة، وبهذه المناسبة أقول إن فترة الميركاتو الشتوي بدأت، واستعدت الأندية لمزيد من التعاقدات، لدعم فرقها تطلعاً للفوز ببطولة الدوري، حيث يكلف - أحياناً - لاعب واحد قيمة الجائزة، التي يحصل عليها بطل الدوري، وهنا يبرز السؤال: هل هدفنا هو الفوز بالبطولات والألقاب أم تكوين فرق تمثلنا بصورة مثالية في المحافل الإقليمية والقارية والدولية؟

لقد عانى منتخبنا في بطولة الخليج الأخيرة من النقص في خط الهجوم، وكان ذلك الرأي رأي جميع من حضروا الدورة، وذكروا - بالخير- النجم الغائب علي مبخوت، واتفق المحللون والمسؤولون والنقاد واللاعبون القدامى على أن غيابه كان له التأثير الأكبر في مسيرة الأبيض، واليوم ونحن نستعد للمشاركة في بطولة السوبر الإماراتية - القطرية يقفز إلى الذاكرة أربعة من المهاجمين المهرة، الذين تخصصوا في هز شباك المنافسين، ‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫‫فمن ينسى مهاجم الأهلي سهيل سالم، هداف أول مسابقة على مستوى الدولة عام 1974، وصاحب أول هدف للكرة الإماراتية في خليجي 2 بالرياض، وثعلب الكرة الإماراتية سالم بوشنين، نجم النصر، وفهد خميس، نجم الوصل وهداف العرب والخليج، وعزوز، هداف الشارقة، ففي تلك الفترة الذهبية كان اللاعب المواطن هدافاً بالفطرة، إذ تميز ذلك الجيل بالمهارات والإمكانات الهائلة، أما في وقتنا الحالي - وللأسف الشديد - غاب اللاعب المهاجم المواطن، وأصبحت كل الأهداف يسجلها اللاعبون الأجانب.

‏‏«ليتني لم أقرأ»، ليس عنواناً لفيلم عربي أو رواية، لكنه يصلح أن يكون عنواناً لأحداث الساحة الرياضية اليوم، فنحن بحاجة إلى الاهتمام باللاعب المواطن، وبعيداً عن العواطف والمجاملات يجب إعادة النظر في سياستنا، وأن نتعظ من خروجنا مبكراً من «خليجي الكويت»، والاعتراف بأن هناك خللاً ما علينا أن نضعه تحت مجهر البحث والدراسة والتقييم، فنحن أمام مرحلة مهمة، عنوانها تحقيق الحلم بالتأهل إلى مونديال 2026.. والله من وراء والقصد.