لا شك أننا جميعاً نسعى ونرغب بحياة هنيئة مليئة بالسعادة والطمأنينة، وكلنا يريد شق طريقه للنجاح حتى يشعر بإنجازاته ونجاحه وثروته، التي أفنى حياته في جمعها، ولكن وأنت تشق الطريق نحو النجاح لا تنسَ نفسك، فالنجاح لا يقتصر أبداً على الماديات فقط، ولا يعتمد على بُعد واحد فقط، بل لكل جانب في الحياة ميزة معينة، فإذا أغفلت جانباً معيناً قد يختل توازنك وتخسر الكثير.
وهناك من يعتقد أن مقياس النجاح الذي حققه يتمثل في المادة والرصيد المصرفي والسيارة والفارهة و«الماركات» وغيرها، وإن كانت هذه الجوانب مهمة وملحة ولها قيمتها في الحياة، لكنها لا تصلح أن تكون مقياساً أو ميزاناً لنجاحنا أو ما حققناه من تقدم وفوز وتميّز في مضمار الحياة، فمهما علت ثروتك المالية والمادية بصفة عامة فهي لا تعني بالضرورة أنك إنسان ناجح، على الرغم من أن البعض قد يشعر أن هذا هو النجاح.
وإذا أمعنا النظر فإن المال قد يجلب في بعض الأوقات القلق والهم والأمراض العصبية والنفسية خاصة مع تقلبات الأسواق وخسارتها أو صعودها في أوقات معينة، أما النجاح الحقيقي فيتمثل في تلك القدرات والكفاءات التي تمنحك القوة التي تحتاجها، فإذا حققت نجاحاً فإن السبب هو عقلك وذكاؤك وليس للمال دخل مباشر.
إن النجاح الحقيقي يتمثل في تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية بطرق تتماشى مع القيم والمبادئ الفردية، إنه ليس مجرد الوصول إلى مكانة معينة أو تحقيق ثروة، بل هو أيضاً الشعور بالرضا الداخلي، والتوازن في الحياة، وبناء علاقات صحية مع الآخرين.
النجاح الحقيقي يشمل أيضاً القدرة على التعلم من التجارب، والتغلب على التحديات، والمساهمة في المجتمع بشكل إيجابي.
في النهاية، النجاح رحلة تتطلب الإصرار، والتفاني، والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة.