كثيراً ما نلحظ قوة وصلابة بعض الأشخاص في مواجهة أصعب الظروف وأكثرها قسوة، وتبهرنا قدرتهم النفسية الهائلة على التحمل.
ومع ذلك، يتضح لنا مع مرور الوقت أن هذه الصلابة ليست سوى مظهر خارجي زائف، وتنبع غالباً من عدم استقرار عاطفي وغياب التميز في الجوانب العملية أو الشخصية. لهذا السبب، يجد البعض أنفسهم يدورون في حلقة مفرغة تعيدهم إلى نقطة الصفر، دون أي إنجاز يُذكر أو تطور حقيقي.
في الواقع، يمكننا تصنيف النفسيات البشرية إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى تشمل أشخاصاً يبدو أنهم يمتلكون صلابة نفسية، ولكنهم في الحقيقة هشُّون من الداخل.
المجموعة الثانية تضم أولئك الذين تظهر هشاشتهم النفسية بوضوح، فتجدهم منهارين وكثيري التذمر بسبب عدم قدرتهم على برمجة أفكارهم بشكل إيجابي.
أما المجموعة الثالثة، وهي الأهم، فتتكون من أشخاص يتمتعون بمرونة نفسية استثنائية، مما يجعلهم قادرين على تقبل الأحداث والتفسير الإيجابي المستمر للمواقف التي يمرون بها. هذا النوع من النفسيات هو ما يسعى الجميع لتحقيقه.
إذاً كيف تعالج مشكلة الهشاشة النفسية؟ أولاً، يجب أن تتخلص من فكرة أنك شخص كامل، وبدلاً من ذلك، حاول أن تسعى لتكون أفضل نسخة من نفسك من خلال تطوير مهاراتك.
ثانياً، التزم بممارسة ثلاثية الاتزان يومياً، التي تشمل الأنشطة التي تعزز روحانياتك، وتمنحك السعادة والراحة، وأخرى تساعدك على الإنجاز والاقتراب من تحقيق أهدافك في الحياة. ثالثاً، قم بتغيير منظورك تجاه الأمور التي تسبب لك الانهيار النفسي، وحوّلها إلى فرص إيجابية تعزز حوافزك الداخلية وتمكنك من تجاوز التحديات.
في ظل الظروف المتسارعة التي يعيشها الكثيرون اليوم، يصبح من الضروري تغيير طريقة التفكير من خلال تبني التفسير الإيجابي لكل موقف تمر به. ومع مرور الوقت، ستلحظ أن نمط تفكيرك قد تغير بالكامل، حيث يتركز اهتمامك تدريجياً على النقاط الإيجابية التي تقودك إلى السلام الداخلي، وبالتالي تمنحك التقبل والمرونة النفسية.