في عام 2006، وتحديداً في صباح عيد الفطر السعيد، الذي وافق 23 أكتوبر، أي بعد تعيينه بقرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وترقيته من رتبة عقيد إلى عميد بـ 4 أشهر فقط، نقلت وسائل الإعلام خبر جولته صباح العيد على المنافذ الحدودية، وتناول حلوى العيد مع فرق العمل، الذين يؤدون واجباتهم الوظيفية، أذكر ذلك بكل تفاصيله، وكتبت عن تلك الجولة بإعجاب شديد، مفادها رسالة بعثها مسؤول إلى المجتمع بكل مؤسساته حول المسؤولية، وكيف تكون في أداء الواجب الذي يكون مبعثه حب الوطن، والإيمان بأن المنصب هو شرف كلف به ومسؤولية.
أقف مجدداً اليوم عند تدوينة، هي بمثابة شهادة صدرت يوم أمس على حساب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، كانت بألف، وهو يقدر تفاني وإخلاص وعطاء الفريق محمد المري المدير العام لـ «إقامة دبي»، تدوينة لامست قلوبنا، وحركت فيها مشاعر جميلة، وستبقى وساماً يتلألأ فوق صدر الفريق محمد المري، ورسالة لكل مسؤول، بل وللمجتمع بأسره.
وحين تكون الإشادة ممن لا يرضى إلا بالرقم واحد، فإنها تحمل دلالات وإشارات ومعاني يفهمها من يدور في فلك التميز والابتكار، يبدأ يومه منذ الفجر، بتحديات تقهر الجبال، يقدر عليها رجال محمد بن راشد، ومن تعلم في مدرسته، التي لا يزال «بو أحمد» يرى نفسه تلميذاً فيها، فالتعليم والتعلم لا يتوقفان.
نظرة سريعة على التحول الهائل في «إقامة دبي»، في كل الجوانب، تشعرنا بالفخر، التغيير والتحديث ليس في التمكن من آلية العمل فحسب، بل في تغيير فكر فرق العمل التي تعمل تحت قيادة الفريق، فرق لا تهدأ، تتنافس على التجويد والابتكار، فرق تعي كيف يفكر قائدهم، ماذا يريد؟، وأين يريد أن يصل بأحلامه وطموحه.
الفريق المري، ما لا يعلمه عنه العامة أكثر مما يعلمونه، وما يفعله في الخفاء أكثر بكثير مما هو ظاهر أمام العيان، لا يجلس في مكتبه إلا قليلاً، وإن جلس فالباب مفتوح، ولا شيء يفصل بينه وبين المراجعين ومعاملاتهم، وربما مشاكلهم لا تجد سوى أذن تصغي وقلب يشعر ويد تنجز.
أعداد الشباب في «إقامة دبي» شهدت زيادة كبيرة، من بينهم من أصحاب الهمم من فتح أمامهم أبواب العمل والكسب، ومراكز إسعاد المتعاملين منتشرة في أنحاء الإمارة، وقبلهم بدأ الفريق بإسعاد من يعملون في الإدارة، بفروعها ومراكز العمل، ليصبح مبنى الإدارة بمثابة المطبخ الذي يخرج منه ما يسعد الناس، وما يبسّط الإجراءات.
تستحق هذه الإدارة أن تصنف ضمن «الإدارات الرشيقة»، المبتسمة، بل التي تتسم بالسعادة وإسعاد من فيها ومن يتعامل معها، وربما من جاورها، انطلاقاً من مبدأ «جاور السعيد تسعد»، إدارة تظهر كفاءة عالية في تحقيق رؤية دبي والدولة، تدعم الأمن والاستقرار، وتعزز الابتكار المؤسسي، لتصبح نموذجاً ريادياً، إن صلح أداؤها صلح ما سواها، هي الصاحب الساحب، تحية نؤديها بكل الحب إلى «إقامة دبي»، ملؤها الود والامتنان والتقدير.