مع كل دورة خليج، أي منذ 54 سنة، وهناك سؤال واحد يشغل بال كل أهل الخليج، حتى من قبل أن تبدأ الدورة، ويظل يراودهم حتى المباراة الأخيرة، لدرجة أنه أصبح سؤالاً تاريخياً، وهذا السؤال يقول: من هو الفريق الذي سيحرز كأس البطولة؟ أقول ذلك بمناسبة افتتاح خليجي 26 بالكويت الليلة، وللإجابة دعوني أستعرض خمس نقاط تجول بخاطري:
الأولى: أن هذه الدورة أكثر من غيرها تبدو عاصية على الإجابة، فهي لا تعتمد فقط علي الكفاءة الفنية، بل تتدخل فيها أمور كثيرة نفسية ومعنوية وجماهيرية وإعلامية، نعم إعلامية، ولا تتعجب، فقد كان الراحل الشهيد، فهد الأحمد، مثلاً يأتي لمنتخب الكويت بنصف بطولاته من خارج الملعب، بتصريحاته المثيرة، ومناوراته وحكاياته!
الثانية: أن هذه الدورة تتشابك مع التصفيات الحاسمة لكأس العالم 2026، وهذا عامل مهم ومؤثر في مسار البطولة، يرفع من قيمتها، فالبطل المنتظر سيأخذ جرعة فنية ومعنوية، تعينه على نجاح مشواره في كأس العالم.
الثالثة: المجموعة الأولى التي تضم الإمارات وقطر والكويت وعمان لا تستطيع معها ترشيح فريقين للصعود للأدوار النهائية، في مقابل أنك تستطيع أن تفعل ذلك - ولو ورقياً - في المجموعة الثانية، التي تضم السعودية والعراق والبحرين واليمن.
الرابعة: وهي تخص الأبيض الإماراتي، الذي أصبح واحداً من أهم المرشحين، بعد فوزه تحديداً على شقيقه القطري بالخمسة في مباراة العودة لكأس العالم، ومن قبلها بالثلاثة في مباراة الذهاب، أقول له انتبه واحذر، فهذه الدورة لا تعترف بالتفوق المسبق، ولا تعترف بالترشيحات، بل لها فقط ما تقدمه خلال مبارياتها.
النقطة الأخيرة: أخص بها الإخوة المنظمين في الكويت، والاهتمام غير العادي، لدرجة أن مجلس الوزراء الكويتي يجتمع في ملعب البطولة، في استاد جابر، متفقداً، ومطمئناً على كل صغيرة وكبيرة، نحن نقدر كل ما تفعلوه، ولو كانت الدورة تنطق لقالت: «أنا كويتي أنا».