أثبتت دورة الخليج من جديد أنها بطولة خاصة جداً عند أهلها وأن لها أحكامها وقوانينها وحكاياتها التي ربما تختلف كثيراً عن غيرها والأدلة والبراهين كثيرة أدعوك لتأمل بعضها: أولاً: أنها أدارت ظهرها لكل الدوريات المحترفة دون استثناء، وللأحاديث المتكررة بالقيمة السوقية والمباهاة بها وأسعار النجوم الفلكية والميزانيات الضخمة والتصنيف الدولي وخلافه، فقد خرجت منتخباتها من الدور الأول، ولحق بهم من وصل للدور الثاني.
ثانياً: أن هذه الدورة تنسجم مع أمرين محددين أولهما الروح العالية والقتال والشراسة، وثانيهما نوعية اللاعبين «الكواليتي» حتى لو لم يكن المدرب من الأسماء الكبيرة الرنانة، انظر إلى المدرب الوطني العماني رشيد جابر على سبيل المثال وليس الحصر.
ثالثاً: أن كل هذه المفاهيم السابقة انطبقت على منتخبين هما: العماني الذي وصل للمباراة النهائية للمرة السادسة وفاز بجدارة على المنتخب السعودي المرشح دائماً بهدفين مقابل هدف وبعشرة لاعبين، والحال نفسه جاء صورة طبق الأصل مع المنتخب البحريني الذي أبعد الكويت صاحبة الأرض والجمهور والبطولات العشر والزعامة الخليجية.
رابعاً: أن الجماهير الخليجية تزداد قرباً وارتباطاً وعشقاً لهذه البطولة وليس بعداً كما أشاع البعض، فالملعب يضج عن آخره كما فعل أهل الكويت، وكما فعلت جماهير المنتخبات الأخرى التي تكبدت المشاق من أجل رفع الأعلام والهتاف للأوطان.
خامساً وأخيراً: أنها بطولة جالبة للفرح وقضاء الأوقات السعيدة لكل شعوب المنطقة رغم أنف الزمن الصعب، وأنها وهذه كلمة حق تزداد تألقاً وشغفاً كلما استضافتها الكويت، فالزحف الجماهيري العائلي للمدرجات، والجو العام المصاحب للدورة له جاذبية خاصة لا تشاهدها على هذا النحو إلا في الكويت.