عندما يتسرب الشك

أهم شيء حدث في الجولة الثامنة من دوري أدنوك للمحترفين، من وجهة نظري، هو ما فعله الجزيرة أمام العين في استاد هزاع بن زايد، فالعرض القوي الذي قدمه فخر أبوظبي وعطل به قدرات الزعيم الهجومية، بل الارتباك الذي أحدثه في كل صفوفه، لدرجة أن نتيجة التعادل بهدف لكل منهما أعتقد أنها كانت مرضية جداً للعين، على عكس الجزيرة، كل هذا أحدث نوعاً من الشك في النظرية المعروفة، والتي تقول: «من الصعب جداً أن يتنازل العين عن الصدارة إذا أمسك بها»، لقد فتح الجزيرة الأبواب أمام المنافسين الآخرين، وأعطاهم الأمل على اللحاق بالصدارة العيناوية إذا حذوا حذوه في الجولات المقبلة، ولعل أكثر المستفيدين من الموقف هو شباب الأهلي باعتباره منافساً خطيراً، لا سيما بعد تعثر العين والوحدة بفقد كل منهما نقطتين ثمينتين في هذه الجولة.

أما إذا سألتني عن الجزيرة نفسه وهل يستطيع اللحاق بالمنافسة رغم الفارق الكبير نوعاً في النقاط فأقول مجيباً: «نعم، إذا استمر على هذه الصورة اللافتة، وعلى ما يبدو أنه وجد ضالته في مدربه الجديد، الذي لفت الأنظار بأفكاره، التي أجاد تطبيقها اللاعبون خلال المباراة».

من جانب آخر أرى أن فريق الشارقة الذي يتدهور بقوة إلى أسفل علته ليست في الإدارة ولا المدرب بعد تغيير الاثنين، فقد اتضح جلياً أنها في اللاعبين رغم نوعية معظمهم الجيدة.

إشادة لا بد منها بفريق بني ياس، الذي داوى كل جراحه برباعيته في مرمى الشارقة، وهو الذي صام دهراً عن تسجيل ولو هدف واحد فيما سبق!

لا تسألوا عن غياب الجماهير فقد أصابهم الإحباط الشديد مرتين، مرة في الدوحة، ومرة في البصرة، فالخروج المونديالي كان مؤسفاً رغم التنزيلات، فلا أنت بين الـ 9 الآسيويين ولا بين 45 منتخباً من كل أنحاء الأرض، عليه العوض!