بكثير من التفاؤل استقبلت دولة الإمارات العام الجديد، حيث مدت القيادة الرشيدة الخط على استقامته بناء على الأسس التي وضعها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنها تقليل الاعتماد على الثروات التقليدية، وبناء قطاعات جديدة وبديلة، تكون رافداً لاقتصاد متين.
وفي الوقت الذي كان العالم بأسره يحتفل فيه بالعام الجديد كان فريق من شركة «سبيس 42» يعمل بشكل متواصل في «كيب كانافيرال» بولاية فلوريدا الأمريكية، للتنسيق ومتابعة المراحل الأخيرة من عملية إطلاق أحدث الأقمار الاصطناعية للشركة، وهو قمر الثريا 4 «T4» على متن صاروخ «فالكون 9» لشركة «سبيس إكس» الأمريكية.
وقفتنا هنا مع شركة «سبيس 42»، الشركة الأكبر على مستوى المنطقة للحلول والخدمات الفضائية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي رافد رئيس لقطاع الفضاء في الدولة، وهو الأكثر فعالية في المنطقة.
يوم 4 يناير 2025 وبالتحديد عند الساعة 5:26 صباحاً بتوقيت الإمارات تم بنجاح إطلاق القمر الجديد الثريا 4 «T4»، وهو الأول الذي يُطلق في العام الجديد، كما أنه الأول لشركة «سبيس 42» بعد الاندماج الناجح بين شركتي «الياه سات» و«بيانات»، علاوة على أنه أول قمر إماراتي يُطلق بمهمة خاصة على متن صاروخ «فالكون 9».
يتهادى «الثريا 4» إلى مداره «44 درجة شرقاً»، ليقدم خدمات إضافية إلى محفظة «سبيس 42» وتتقدم الإمارات بخطى ثابتة في مجال الفضاء، ويستمر شبابنا بالعمل 365 يوماً بكل جد واجتهاد. وفي كل يوم تتولّد قصص فخر جديدة بمنجزاتنا العالمية، التي تليق بتطلعاتنا لمستقبل لنا يد فيه.
وقفتنا هذه مع «سبيس 42» الشركة الإماراتية المتخصصة في مجال تكنولوجيا الفضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تشكل نقلة نوعية في قطاع تقنيات الفضاء والذكاء الاصطناعي في الإمارات والمنطقة، تعكس حجم ما يُنتظر منها في قادم الأعوام لمستقبل الإمارات والعالم.
بالتأكيد هي مناسبة سعيدة، وهي خطوة استراتيجية بارزة، تُعزز مكانة دولة الإمارات في قطاع الفضاء، وفي الحصول على البيانات الجيومكانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفي تعزيز الشبكات غير الأرضية، وفي توفير حلول الاتصال الآمن، والعديد من المزايا التنافسية في فضاء لا حدود له، وهي مهمة نوعية جديدة على سلم الالتزام بالاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030.
إنه عام جديد تضيء به دولة الإمارات وجهة بعيدة لريادتها وإبهارها، وكأن المشهد يكاد يكون متصلاً بين الاحتفال بالعام الجديد وإطلاق الأقمار الاصطناعية. الثريا 4 «T4» يحلق الآن في الفضاء ليجسد التزام دولة الإمارات الراسخ بتطوير قطاع تكنولوجيا الفضاء على مستوى العالم. مبروك للإمارات ومحبيها.