تحولت العداءة الهندية سيما إلى واحدة من أبرز القصص الملهمة في الرياضة بعد أن نجحت في تحقيق أحلامها الرياضية بكل عزيمة وإصرار وتحدت الكثير من الظروف القاسية حتى تمكنت من بلوغ منصات التتويج. وتبدو قصة العداءة سيما ملهمة في كيفية بلوغ النجاح بعد أن اضطرت منذ طفولتها لمواجهة واقع قاسٍ بعد فقدان والدها، ما جعل الرياضة حلماً صعب المنال في ظل غياب الدعم والإمكانات وعلى الرغم من التحديات الكبيرة لكنها بدأت مسيرتها الرياضية بالتدرب على الطرق الجبلية الوعرة في قريتها، أحياناً من دون أحذية رياضية مناسبة، معتمدة على الجهد الذاتي والانضباط اليومي، في وقت كانت فيه تبحث عن فرصة واحدة فقط لإثبات موهبتها.
وجاءت نقطة التحول عندما لفتت موهبتها أنظار مدربين محليين، ليتم ضمها إلى برامج إعداد أكثر تنظيماً، رغم محدودية الموارد، قبل أن تحصل على فرصة المشاركة في بطولة عالمية كبرى تضم نخبة العداءات من مختلف الدول بعد أن أثبتت تميزها وإصرارها.
ونجحت الشابة الهندية في كتابة التاريخ عندما فازت بفضية سباق 500 متر ضمن بطولة الألعاب الجماعية بألمانيا بعد أن واجهت سيما منافسات من مدارس أوروبية وأمريكية عريقة، لكنها أظهرت ثباتاً لافتاً وقدرة عالية على التحمل، لتنهي السباق في المركز الثاني، محققة فضية تاريخية تعد أفضل إنجاز لبلادها في المحفل الذي شاركت فيه للتحول إلى أسطورة في الهند بسبب المعاناة التي مرت بها سابقاً، واعتبر الأعلام الهندي أن ما حققته سيما يتجاوز حدود الرياضة، ويعكس كيف يمكن للإصرار أن يحول المعاناة والفقر إلى بداية جديدة، وفرصة حقيقية للانتقال من الكفاح اليومي إلى الاحتراف والاستقرار الرياضي.
وينظر إلى هذا الإنجاز على أنه نقطة تحول مفصلية في مسيرة العدّاءة الشابة، حيث فتحت أمامها أبواب الرعاية والدعم، وأعادت تعريف مفهوم النجاح بالنسبة لرياضيين كثر ينطلقون من ظروف مشابهة ما يمنحهم دافعاً كبيراً للمضي قدماً نحو منصات التتويج.
