ما هي ساعة القيامة وماذا يحدث عندما تصل إلى منتصف الليل؟

يرمز منتصف الليل على ساعة القيامة إلى كارثة عالمية، مثل الحرب النووية أو الانهيار البيئي، ولا يهدف هذا إلى التنبؤ بحدث معين، بل إلى تسليط الضوء على شدة المخاطر القائمة والعواقب المحتملة، بمعنى"يمثل منتصف الليل نهاية الحضارة كما نعرفها".

وتم ضبط ساعة يوم القيامة، أمس، وهي مقياس رمزي لمدى قرب البشرية من الدمار الكارثي، عند 89 ثانية قبل منتصف الليل - وهو أقرب ما تكون على الإطلاق، مما يرمز إلى أقصر هامش للبشرية من الكارثة المحتملة منذ إنشاء الساعة وفق" نيوزويك".

ماذا يحدث عندما تصل ساعة القيامة إلى منتصف الليل؟

إن منتصف الليل على ساعة القيامة يرمز إلى كارثة عالمية، حيث وصف دانييل هولز، رئيس مجلس العلوم والأمن المعنى المجازي للساعة، مؤكداً على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لعكس هذه الاتجاهات، وحذر قائلاً: "عندما تكون على حافة الهاوية، فإن الشيء الوحيد الذي لا تريد القيام به هو اتخاذ خطوة إلى الأمام".

ودعت نشرة العلماء الذريين زعماء العالم إلى التعاون في معالجة انتشار الأسلحة النووية، وتغير المناخ، والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.

ورغم أن ضبط الساعة بمثابة تحذير خطير، فإن مبتكريها يؤكدون أنها ليست ثابتة لأن العمل للحد من المخاطر الوجودية من شأنه أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وبالتالي تجنب الكارثة.

وساعة القيامة هي مقياس رمزي وليس حسابًا علميًا دقيقًا، ورغم أنها تجذب انتباه صناع السياسات والجمهور، إلا أن هناك من ينتقدها فقد وصفها ستيف جولدشتاين، رئيس المكتب الأوروبي لـ "ماركت ووتش" ، بأنها "هراء إحصائي"، وشكك في أساسها و دون على منصة "إكس" : "اليوم هو إعادة ضبط سنوية لساعة يوم القيامة، وهو أمر لا معنى له من الناحية الإحصائية، وبحلول هذا الوقت، وبالنظر إلى الاحتمالات التي تحددها، كان ينبغي لنا جميعًا أن نموت".

أما أندريه باكليتسكي، الباحث البارز في مجال أسلحة الدمار الشامل في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، فدون على منصة "إكس": "تم نقل ساعة القيامة إلى الأمام بمقدار 89 ثانية قبل منتصف الليل، فهل اقتربنا في العام الماضي من تدمير العالم بثانية واحدة؟ لست متأكدًا مما يجب فعله بهذه المعلومات".

ما هي ساعة يوم القيامة؟

ساعة يوم القيامة هي تمثيل مجازي لمدى اقتراب البشرية من التدمير الذاتي.، تم تصميمها في عام 1947 بواسطة الفنان مارتيل لانجسدورف لصالح نشرة العلماء الذريين، وقد استوحيت من المناقشات بين العلماء الذين عملوا في مشروع مانهاتن وكانوا قلقين بشأن الحاجة الملحة للسيطرة على الأسلحة النووية.

وتستخدم الساعة صور العد التنازلي حتى منتصف الليل لتوصيل رسالة مفادها أن التهديدات مثل الحرب النووية، وتغير المناخ، والمخاطر البيولوجية، والتقنيات التخريبية، ملحة، وفي كل عام، يحدد مجلس العلوم والأمن التابع للنشرة، بالتشاور مع الحائزين على جائزة نوبل، وقت الساعة.

قالت راشيل برونسون، رئيسة: "إن ساعة يوم القيامة تدور حول الإلحاح، وليس الخوف، التصميم عبارة عن استعارة تحذر الجمهور من مدى قربنا من تدمير عالمنا بتقنيات خطيرة من صنعنا".

تاريخ الساعة

عندما تم تقديم الساعة لأول مرة، تم ضبطها على سبع دقائق قبل منتصف الليل، وعلى مدى العقود، تم تعديلها 25 مرة، لتعكس مستويات الخطر العالمي المتقلبة.

خلال الحرب الباردة في عام 1991، تم ضبط الساعة على بعد 17 دقيقة من منتصف الليل ـ وهو أبعد وقت لها على الإطلاق، وعلى العكس من ذلك، فإن ضبط الساعة في عام 2025 على بعد 89 ثانية من منتصف الليل يمثل أقرب وقت لها.

وكما أوضح دانييل هولز، رئيس مجلس العلوم والأمن في النشرة، خلال الإعلان في عام 2025، فإن "العالم لم يحقق تقدماً كافياً بشأن المخاطر الوجودية التي تهدد البشرية جمعاء".

يؤكد هولز على خطورة الموقف، قائلاً: "عندما نقرب الساعة من منتصف الليل، فإننا نرسل إشارة قوية، ولأن العالم أصبح بالفعل على وشك الانهيار، فإن أي تحرك نحو منتصف الليل يجب أن يُنظر إليه باعتباره مؤشراً على الخطر الشديد وتحذيراً لا لبس فيه".

يعكس الوضع الحالي التأثيرات المركبة للصراعات الجيوسياسية مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ومخزونات الأسلحة النووية المتزايدة ، والتقاعس عن العمل بشأن المناخ، والتقدم المحرز في استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية.