أثارت مجموعة ناشطة ألمانية تُعرف بـ"مركز الجمال السياسي" (Zentrum fur Politische Schönheit) ضجة كبيرة بعد عرض صورة مثيرة للجدل تظهر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، يؤدي تحية تُشبه التحية النازية أمام مصنع "جيجافاكتوري" الخاص بالشركة في جرونهايد، قرب برلين.
نشرت المجموعة الناشطة بالتعاون مع منظمة بريطانية تُدعى "Led by Donkeys" الفيديو عبر منصة X (تويتر سابقًا)، وأضافت عبارة "هايل تيسلا" على الصورة، في إشارة إلى التحية النازية الشهيرة، كجزء من احتجاجها على سياسات الشركة التي وصفتها بأنها "ذراع تجاري للفاشية".
وأثار هذا العمل موجة جدل، خاصة أن أداء التحية النازية أو استخدامها بأي شكل يُعتبر جريمة يعاقب عليها القانون في ألمانيا، ضمن جهود البلاد لمكافحة النازية بعد الحرب العالمية الثانية.
ولم يصدر تعليق رسمي بعد من الحكومة الألمانية حول الحادثة، حيث سيتم التحقيق في نوايا ماسك قبل اتخاذ أي قرار.
إيلون ماسك وردود الفعل
تعرض ماسك في وقت سابق لانتقادات حادة عندما رفع ذراعه بطريقة أثارت مقارنات مع التحية النازية خلال حدث عام، مما دفعه للدفاع عن نفسه عبر منصة X بنشر أمثلة لشخصيات بارزة تقوم بحركات مشابهة، واصفًا الانتقادات بأنها "حيل قذرة".
وفي سياق آخر، أعلنت شركة تيسلا استدعاء 1.2 مليون سيارة في الصين لأسباب تتعلق بالسلامة، مما زاد من الضغط على ماسك وشركته، جاءت هذه الخطوة بعد سلسلة من استدعاءات سابقة في الولايات المتحدة، ما أثار تساؤلات حول ممارسات الشركة التشغيلية.
التحقيقات وردود الأفعال
أكدت الشرطة في براندنبورغ أنها فتحت تحقيقًا لتحديد ملابسات الحادثة، بعدما نُشرت الصور والفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي، وأشارت بعض التقارير إلى أن النيابة العامة في فرانكفورت تنظر في القضية، حيث قد تُصنّف الحادثة كخرق دستوري.
المصنع الذي كان محورًا للجدل البيئي والاجتماعي في ألمانيا يواجه الآن انتقادات إضافية بسبب هذا العمل الناشط، الذي انقسمت الآراء حوله بين من اعتبره تعبيرًا عن رفض سياسات ماسك، ومن وصفه بالتحريض المبالغ فيه.
ويبقى مصير هذا الجدل في أيدي السلطات الألمانية، حيث تُفرض عقوبات صارمة على استخدام الرموز النازية، بما في ذلك الغرامات أو السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.