أثار مزاح الملياردير الأمريكي المقرب من الرئيس دونالد ترامب وأغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تيسلا وسبيس إكس، حول عرض إدارة ترامب لشراء عقود أكثر من مليوني موظف فيدرالي، حالة من الفزع بين بعض الموظفين الحكوميين، جاء ذلك بعد أن أرسلت إدارة ترامب بريدًا إلكترونيًا إلى الموظفين الفيدراليين يعرض عليهم خيار الاستقالة مقابل الحصول على رواتبهم حتى نهاية سبتمبر، أو المخاطرة بالطرد في إطار خطط الإدارة لتقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية.
وعلق ماسك على العرض عبر منصة "إكس" (المعروفة سابقًا بتويتر) بمزحة كتب فيها: "اضغط على إرسال"، مصحوبة بلقطة شاشة للبريد الإلكتروني الذي أرسل إلى الموظفين. وقد أثارت نبرة ماسك وتعليقاته استياء بعض الموظفين الذين وصفوا الإدارة ونبرتها بأنها "قاسية" و"محبطة".
ووفقًا للبريد الإلكتروني الذي أرسل إلى الموظفين، فإن العرض يشمل الحصول على راتب ثمانية أشهر مقابل الاستقالة، مع التأكيد على أن القوى العاملة الفيدرالية يجب أن تتكون من موظفين "موثوقين ومخلصين وجديرين بالثقة".
وأثار العرض مخاوف بين الموظفين، خاصةً بعد أن أشار البريد الإلكتروني إلى أن الوظائف التي سيتركها الموظفون قد يتم إلغاؤها أو دمجها، وأن ردودهم ستستخدم في جهود إعادة تنظيم القوى العاملة.
وقال أحد الموظفين الفيدراليين الذي عمل في الخدمة لمدة عشرين عامًا: "يبدو الأمر وكأن الإدارة الجديدة تعتقد أننا مجرد "عالة" ولا نفعل شيئًا للبلاد. هذا أمر مفجع".
من جهته، أعرب ماكس ألونسو، الأمين الوطني للاتحاد الوطني للموظفين الفيدراليين، عن شكوكه حول شروط العرض، محذرًا الموظفين من الاستقالة دون ضمانات واضحة.
وقال: "لا تستقيلوا على الإطلاق. لا يوجد ما يشير إلى أنهم سيوفون بوعودهم".
ويأتي هذا العرض كجزء من جهود إدارة ترامب لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية، وهو نهج يعكس التكتيكات التي استخدمها ماسك في الماضي، خاصةً عندما استحوذ على تويتر في نوفمبر 2022 وأعطى الموظفين إنذارًا نهائيًا: العمل بجدية أكبر أو المغادرة مع مكافأة نهاية الخدمة.
ومن غير الواضح حتى الآن من هم المؤهلون بالضبط للحصول على هذه العروض، وما إذا كانت المدفوعات ستتم دون تأخير بسبب التقاضي المحتمل.
كما أثارت المخاوف حول تأثير هذه الخطوة على الأمن القومي، خاصةً مع التخفيض المفاجئ في أعداد الموظفين.
ويبدو أن هذه الخطوة هي جزء من خطة أوسع لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية، بدعم من ماسك الذي أصبح أحد أقرب مستشاري ترامب بعد مساهمته الكبيرة في حملته الانتخابية.
وقد بدأت الإدارة بالفعل في تنفيذ سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى تسهيل فصل الموظفين الحكوميين وتقليص حجم القوى العاملة.
وكان ترامب قد أعلن سابقًا عن خطط لإنشاء "وزارة كفاءة الحكومة"، والتي من المفترض أن تعمل على تحسين كفاءة الحكومة الفيدرالية. وقد منح ترامب ماسك السيطرة على ما كان يُعرف سابقًا بالخدمة الرقمية للولايات المتحدة، وهي وحدة مكلفة بتحسين المواقع الحكومية على الإنترنت.
وتشير هذه التطورات إلى أن الإدارة تعتزم المضي قدمًا في خططها لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية، رغم المخاوف التي أثيرت حول تأثير هذه الخطوات على الموظفين وعلى أداء الحكومة بشكل عام.