جمال الزيودي.. شغف بأسرار النفس البشرية

الألفة وذكريات التسعينيات في المجتمع الإماراتي ألهمته فكرة مجموعته القصصية «حب لا يُنسى»، والشغف بأسرار النفس البشرية فتح له طريق رحلته إلى تناول قضية «الوحدة»، أما أفلام «دراكولا» السينمائية فأثرت خياله وعكف على كتابة روايته «غرور».

يتنقل في كتاباته بين دروس الواقع المستفادة وأطياف الخيال المحلِّق، ويؤمن بأن الكتابة حرية وتنفيس عن خواطر الذات البشرية.

إنه الكاتب الإماراتي جمال الزيودي الذي حاورته «البيان»، ورحلت معه في عوالم التشويق والإبداع، وأضاءت على جوانب من موهبته الأدبية الممزوجة بالرغبة في استجلاء خفايا النفس الإنسانية، والغوص في أعماق الغرابة والإثارة.

ويوضح جمال الزيودي أنه فضّل، في كتابه «الوحدة»، أن يتحدث عن الكاتب بصفته شخصاً يعيش وحدة مع نفسه، وتطرق إلى حياة الإنسان مع ذاته، وغاص في ذلك العالم النفسي، وتناول مواقف مرَّ بها في حياته بطابع درامي وخيالي.

مشيراً إلى أنه أراد يشوِّق القارئ بطريقة السرد التي استعملها، ويجذبه إلى متابعة القراءة حتى النهاية؛ لاعتقاده أن اللغة الأدبية متسعة وقابلة للخلط بسرد الأحداث.

ويؤكد أن معظم المواقف التي سردها في الكتاب عايشها بنفسه، وأن بعض المواقف المحكية من نسج خياله، لافتاً إلى أنه تعلم درساً من كل موقف حكاه، وجعله يفكر في الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ بعض القرارات في حياته، ويعيد النظر فيما سيفعله مستقبلاً.

وعن موقفه من قضية الكتابة الحرة خارج الأطر المحددة، يرى الزيودي أن أي كاتب، مهما تكن طريقة كتابته، يعاني تضارباً نفسياً بسبب مواقف مكبوتة يريد أن يكشفها للناس ويكتب عنها، وعلى هذا الأساس فإنه يعتقد أن الكتابة ليس لها حدود، ولكنَّ لها أطراً محددة، فليس كل ما يُكتب يُنشر، موضحاً أنه عندما يشعر بضيق يلجأ إلى الكتابة ويحاول التنويع في أسلوب السرد.

ويبين أن الوحدة، من وجهة نظره، سمة يشترك فيها كل البشرلا تستثني أحداً، مؤكداً أنها تختلف من شخص إلى آخر، وأن هناك من يحاول التغلب على هذا الشعور.

ويشير إلى أنه من عشاق الشعر الفصيح، ولهذا السبب أحب أن يضفي لمسة جديدة بتوظيف أبيات لشعراء مشهورين كأبي الطيب المتنبي ومحمود سامي البارودي وأحمد شوقي ونزار قباني، معتقداً أنهم عبَّروا عن كثير من المعاني الإنسانية مثل الحب والوحدة والفراق والغربة بعمق، وأن الكاتب الماهر من يستطيع أن يصل إلى مبتغاه سواء بالشعر أو النثر.

وبخصوص عناوين موضوعاته في كتاب «الوحدة» مثل «مع الله، تسعة أشهر، الحب، الغربة...»، يقول: «لم تكن خطة مدروسة، لكن سعيت إلى ترتيب العناوين من أصغرها إلى أكبرها، ووفق المراحل الزمنية التي مررت بها، فكتبت مادة الكتاب، ثم رتبت عناوين الموضوعات على هذا النحو».

ويشرح الأسباب التي أدت إلى ازدهار روايات الرعب والخيال العلمي، معللاً ذلك بأن الجيل الحالي يبحث دائماً عن كل ما هو جديد، وتستهويه القصص التي تدور حول أسطورة مصاصي الدماء، ويميل إلى التشويق والإثارة، وينحاز إلى الخيال أكثر من الواقع.

مؤكداً أن هذا ما دعاه إلى إصدار كتابه الجديد «غرور»، الذي استغرق تأليفه سنتين، واستهدف من خلاله الجيل المحب لهذا النوع من الفنتازيا، وإن كان يرى أن التنوع في الكتابة هو ما يُبرز قوة الكاتب، ويحول دون إصابة القارئ بالملل.