«اللون يمنحني الحياة» في دبي.. لوحات حافلة بالقصص والتأملات

المعرض يتميز بسرد شيّق بلغة الألوان ورمزيات الفنون
المعرض يتميز بسرد شيّق بلغة الألوان ورمزيات الفنون
 أعمال ثرية بقيم التواصل والحكايات الحياتية في المعرض
أعمال ثرية بقيم التواصل والحكايات الحياتية في المعرض
 أعمال فنية متنوعة في المعرض
أعمال فنية متنوعة في المعرض

يحتضن معرض «اللون يمنحني الحياة»، الذي يقام في غاليري «فيرتي كونتيمبورري» بالسركال أفينيو في دبي، ويستمر حتى 7 فبراير المقبل، مجموعة من الأعمال التي تسلط الضوء على كيفية تأثير الألوان في تشكيل هويتنا وفهمنا للعالم حولنا، ويتضمن أعمال 7 فنانين يمتلكون تقنيات واتجاهات فنية مختلفة، ويأخذ المعرض زواره في رحلة تأملية، تعيد لنا الأمل، وتحثنا على رؤية الجمال في التفاصيل اليومية من خلال الألوان، ما يجعل كل قطعة فنية تجسد قصة من الحياة.

تمتلك الأعمال المعروضة طاقة لونية مبهرة، وذات قدرة عميقة على إعادة تشكيل تصوراتنا، وإثارة المشاعر، وإحياء الذكريات، محولة إياها إلى رحلة حيوية ومتطورة باستمرار، مشبعة في نسيج وجودنا ذاته، كما تقدم الألوان معنى على كل ما نصادفه، وتتجاوز الألوان مجرد التجربة البصرية، إذ ترفع من معنوياتنا، وتعمل كلغة صامتة، تعبّر عن أعماق مشاعرنا الداخلية بدقة وأناقة.

ويشارك في المعرض كل من: لودميلا رادشينكو، وراشيل ك، وإيهاب أحمد، ولوران بربوس، ويانا أبراموفا، وسيامك عظمي، وسامويل فنتاني.

آفاق التجديد

وتجسد أعمال المعرض قيم التواصل الإنساني، وتنامي القدرة على التعبير من خلال الفنون البصرية المعاصرة، التي تفتح آفاقاً متجددة لعوالم الخيال وتأثيرات الذاكرة، حيث حرص كل فنان من المشاركين في هذا المعرض الجماعي على تقديم أكثر من مجرد عرض بصري، حيث كل قطعة تصبح سرداً، وبلسماً، وتذكيراً بقوة اللون في تشكيل حياتنا وإدراكنا.

وتحفز أعمال معرض «اللون يمنحني الحياة»، على رؤية العالم بعيون جديدة، وإيجاد الجمال الاستثنائي للقصص عبر الإبداع.

ويدعو المعرض الزوار لاستكشاف الطاقة الكونية النابضة، التي تجلبها الألوان على البيئة الديناميكية للفنون التشكيلية من مختلف التوجهات والتقنيات.

روابط إنسانية

وفى محور الاكتشاف والتناغم، تستخدم أعمال إيهاب أحمد اللون كلغة تعبر عن التناغم والوحدة، من خلال الرموز المتكررة، مثل الأسماك والعيون والأشجار، حيث يستخدم أحمد ألواناً جريئة ومشبعة لاستكشاف الروابط بين الطبيعة والإنسانية. وتأخذ أعماله المشاهدين إلى عالم تأملي، حيث يمثل اللون حقائق عالمية، موجهاً إياهم نحو التناغم الداخلي والخارجي.

ومن جانب آخر، تضيف أعمال الفنان لوران بربوس بعداً يجمع بين الكلاسيكي والمعاصر، وفي سلسلته «كرة السلة الأثرية»، حيث يدمج بربوس بين التماثيل العتيقة، مع عناصر حديثة غير متوقعة، مثل أغطية كرة السلة. يُمثل هذا التباين بين أناقة التماثيل الكلاسيكية الخالدة، وطبيعة الأشياء الرياضية الحديثة الجريئة، حواراً بين العصور. وتدعو أعماله المشاهدين للتفكير في كيفية تطور الرموز التاريخية على مر الزمن، واكتساب معانٍ جديدة، ما يجسر الفجوة بين العصور القديمة ولغة الصورة المعاصرة.

طاقة شاعرية

في حين تدعو الفنانة يانا أبراموفا زوار المعرض إلى التأمل، من خلال لوحاتها الزيتية الكبيرة، حيث تخلق الألوان والملمس تجارب غامرة. يستخدم أسلوبها في تطبيق الملمس الفائق الواقعية، والأشكال التجريدية، لتحدي المشاهدين لرؤية ما يتجاوز المظاهر السطحية، مستفيدةً من الألوان لاستحضار سيولة المشاعر والخيال.

أما أعمال راشيل ك، فتضفي طاقة مرحة على اللون، من خلال منحوتاتها المصنوعة من ألعاب مستعملة ومواد مستدامة، وتُثير ألوانها «السعيدة» شعوراً بالحنين إلى الطفولة، ما يتيح للمشاهدين إعادة اكتشاف الدهشة والبراءة. ومن خلال إبداعاتها الزاهية والواعية بيئياً، تعيد راشيل تعريف اللون كمصدر للفرح والتجديد، لتربط بين الماضي والحاضر، بإحساس من الأمل.

ذاكرة بصرية

وضمن تقنيات المنهج التصويري لدى الفنانة لودميلا رادشينكو، يصبح اللون تعبيراً نابضاً عن الذاكرة والتجربة، حيث تمزج أعمالها بين التصوير الفوتوغرافي والكولاج الرقمي، مع ضربات فرشاة جريئة، مستخدمةً ألواناً لافتة، لتحويل القصص الشخصية والمشاهد العادية، إلى تأملات قوية حول غنى الحياة. وتُعد لوحة ألوان رادشينكو، دعوة لرؤية ما يتجاوز الروتين اليومي، مُغذية المشاهدين بتجارب عاطفية غنية في كل مشهد.