الجيش الإسرائيلي يقتل 22 من العائدين إلى جنوب لبنان

عائلة لبنانية عائدة تجلس على ركام منزلها المدمر في قرية يارين الجنوبية
عائلة لبنانية عائدة تجلس على ركام منزلها المدمر في قرية يارين الجنوبية

رد الجيش الإسرائيلي على عودة اللبنانيين إلى قراهم في الجنوب، إثر انتهاء مهلة الـ 60 يوماً، بالرصاص، حيث قتل 22 شخصاً، وجرح أكثر من 120 من اللبنانيين العائدين.

وقالت السلطات اللبنانية إن القوات الإسرائيلية قتلت 22 شخصاً في جنوب البلاد، بعد انتهاء الموعد النهائي لانسحابها من المنطقة، ومحاولة الآلاف العودة إلى منازلهم.

بعد المهلة

وكانت إسرائيل قالت الجمعة إنها تعتزم إبقاء قواتها في جنوب لبنان لما بعد المهلة التي انتهت أمس، كما كان مقرراً في اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وأوقف الحرب مع «حزب الله» العام الماضي.

وتجاوز عدد كبير من أهالي وسكان البلدات الجنوبية الألغام والأجسام المشبوهة التي خلّفتها الحرب، وتوافدوا إلى قراهم، وسط زغاريد النسوة وتكبيرات الشيب والشبان. لكن الجيش الإسرائيلي رد بإطلاق النار على المدنيين العزّل، ما أودى بحياة 22 شخصاً، بينهم عسكري في الجيش اللبناني، وأصاب 124 بجروح بينهم 9 أطفال، بالإضافة إلى أسره 6 أشخاص.

وكان الجيش الإسرائيلي، في اليوم الـ59 على المهلة أول من أمس، استبق سريان وقف إطلاق النار، ودخل إلى قرى وأودية وجرف تربتها واقتلع أشجارها، ونفذ أوسع عملية نسفٍ في بلدة ميس الجبل.

وقُدّر عدد البلدات التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي كليّاً ودخلها السكان بمواكبة من الجيش اللبناني، بنحو 18 بلدة، كحصيلة غير نهائيّة.

وتبعاً للتحذيرات الإسرائيلية، بدا أمس متمّماً للشهرين الماضيين، حيث لم تتحقق العودة الكاملة إلى القرى الحدودية، كما كان مأمولاً، فيما الجيش اللبناني مستمر في تطبيق خطّة الانتشار، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية المشرفة وقوة الأمم المتحدة «يونيفيل»، وقد أكد أن وحدات منه واكبت دخول الجنوبيين إلى 7 بلدات، إضافة إلى مناطق حدوديّة أخرى، وسط «إمعان إسرائيلي في خرق سيادة لبنان، والاعتداء على المدنيين».

ضبط النفس

ورأى الرئيس اللبناني جوزيف عون أن أمس هو «يوم انتصار للبنان واللبنانيين والسيادة والوحدة الوطنية»، داعياً الجميع إلى «ضبط النفس، والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم».

من جهتها، أصدرت قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» بياناً، أعربت فيه عن «قلق بالغ» إزاء التقارير عن عودة المدنيين إلى القرى التي لا يزال الجيش الإسرائيلي موجوداً فيها. وأشارت إلى وقوع إصابات جراء النيران الإسرائيليّة، مؤكدةً أنّ دورها يقتصر على مراقبة الوضع ومنع التصعيد، لكنّها شدّدت على أنّ «إدارة الحشود خارج نطاق ولايتها». وذكّرت بأهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي يشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، وضمان عودة المدنيين بسلام إلى مناطقهم.