وفي كلمته من قصر بعبدا، وجه البابا نداء روحياً عميقاً إلى اللبنانيين كي يبقوا فاعلي سلام في زمن يشتد فيه الظلام وتشتد فيه التحديات. بكلمات مشبعة بالأمل، ذكر البابا بأن لبنان، رغم جراحه، ما زال يملك القدرة على النهوض، وعلى استعادة دوره كحامل لرسالة الرجاء في المشرق.
علماً أن الأخير، وبحسب قول أوساطه لـ«البيان»، نجح بإعادة لبنان إلى دائرة الضوء، أولاً من خلال تنظيم قدوم بابا الفاتيكان إلى لبنان، في أولى زياراته الخارجية، ومن ثم بتثبيت موقعه كرئيس جمهورية، في لحظة استثنائية تقرع فيها إسرائيل طبول الحرب ويهول فيها بعض اللبنانيين على بعضهم.
أما إسرائيل، فلا تزال تسرب أخباراً ومعلومات عبر قنوات مختلفة، بأنها قد اتخذت قرارها بشن عملية عسكرية قوية في لبنان، وأنها لا تستثني تنفيذ عمليات عسكرية في جنوب سوريا أيضاً، في سعيها إلى الربط بين الجبهتين، وغايتها من وراء ذلك، وفق قول مصادر معنية لـ«البيان»، هي فرض وقائع جديدة لفرض «السلام».
وحينها، رسم تحت عنوان «رجاء جديد للبنان»، حداً فاصلاً بين مرحلة لبنان الساحة ومرحلة لبنان الرسالة، أي رسالة العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين.
وفي عام 2012، حل البابا بنديكتوس السادس عشر ضيفاً على لبنان. ويومها، كان لبنان واقعاً تحت تهديد الإرهاب، ما استدعى من الحبر الأعظم دعوةً إلى «ثورة محبة» ترفض العنف والكراهية في المنطقة.
أما الاستقبال الرسمي، فكان لافتاً في الشكل والمضمون، حيث نوه البابا بصفة ﺗﻤﯿﺰ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﯿﯿﻦ، قائلاً: «أﻧتم شعب لا يستسلم، وﯾﻌﺮف داﺋماً أن ﯾولد ﻣﻦ جديد ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ».
ولكن، من خلال علاقاته الدبلوماسية وتأثيره في مختلف الدول، سيشكل صوتاً صارخاً إلى جانب لبنان واستقلاله، إذ يكفي دعمه للتركيبة اللبنانية الموحدة رغم كل علات النظام، في حين أشارت مصادر رسمية لـ«البيان» إلى أن الزيارة البابوية تشكل إفادة للبنان، لناحية الحضور الكبير والاحتضان الوطني الكامل.
