«نوابغ العرب» تنير دروب إحياء أمجاد الحضارة العربية

هالة بدري
هالة بدري
علي عبيد الهاملي
علي عبيد الهاملي
علي بن تميم
علي بن تميم
عبدالحميد أحمد
عبدالحميد أحمد
إبراهيم الهاشمي
إبراهيم الهاشمي

استعادة المنطقة العربية حضارتها الإنسانية العريقة هي الغاية العظمى التي تتطلع دبي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، إلى تحقيقها، من خلال مبادرات ثقافية تستقطب المبدعين وتعزز أدوارهم في عالمنا.

«نوابغ العرب» إحدى أهم تلك المبادرات التي جذبت اهتمام المثقفين في العالم العربي، ومنحت العقول الرائدة المهاجرة مكانتها المستحقة، وأكدت أن أولئك النوابغ إن نأت بهم الجغرافيا، فإنهم يعيشون في ضمير الأمة العربية ووجدانها.

وتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين الستة بالجائزة الكبرى من نوعها عربياً هو رسالة مفادها تشجيع المواهب الشابة على استلهام مسيراتهم، وأن دبي هي حاضنة الثقافة والإبداع بشتى صوره ومجالاته.

رؤية استشرافية

وأكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، لـ«البيان»، أن جائزة «نوابغ العرب» تجسد تفرد فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ورؤيته الاستشرافية، وتعكس تميز النهج الذي تسير عليه دبي وطموحاتها المستقبلية بأن تكون حاضنة للعلماء والمفكرين وأصحاب الإنجازات الاستثنائية.

وقالت: «تمثل «نوابغ العرب» محطة بارزة للاحتفاء بالعقول العربية وإنجازاتها المعرفية والعلمية في مختلف المجالات، وإبراز ما تمتلكه المنطقة من مواهب استثنائية في شتى المجالات، نجحوا في خلق نماذج مميزة قادرة على إلهام الشباب وتشجيعهم على مواصلة مسيرة الإبداع والتميز، وتعزيز الإنتاج الثقافي والمعرفي والفكري العربي».

لافتة إلى أن الجائزة، التي تعد أكبر حراك علمي عربي تشهده المنطقة، تبرز تفرد بيئة دبي واهتمامها بتمكين ودعم المثقفين والكفاءات العالية، وفتح الآفاق أمامهم للإسهام في صنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

ترسيخ قيمة الإبداع

من جانبه، أكد الأديب والإعلامي الإماراتي عبدالحميد أحمد، الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، أن جائزة «نوابغ العرب» جائزة ملهمة من قائد ملهم يقدر أهمية العلوم والآداب والفنون، وأنها رد جميل لمستحقين، موضحاً أن هؤلاء النوابغ لم يرفعوا رأس العرب فحسب، بل أرسلوا عبر عطاءاتهم المبدعة رسالة مفادها أن الأمة حية، وفيها من أبنائها من بإمكانه أن يعيد إليها تاريخها وحضارتها المجيدة التي أسهمت خلال عصور مختلفة في الحضارة الإنسانية.

وقال: «إن الجائزة ترسخ قيمة الإبداع بتكريمها في كل دورة نخبة من النوابغ، كل في حقله؛ ليكون هذا التكريم ملهماً للشباب من الوطن العربي للانطلاق في رحاب الإبداع، مؤكداً أن استعادة الحضارة العربية ممكنة عبر إنشاء مؤسسات وجامعات ومراكز بحوث علمية تطلق القدرات الكامنة في الإنسان العربي، وتهيئ له وسائل وبيئة العمل الخلاق».

وأشار إلى أن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، مثل جائزة «نوابغ العرب»، تؤسس لبيئة إبداعية عربية خلاقة، مشيراً إلى أن إضافة هذه المبادرة إلى غيرها من المبادرات الأخرى، مثل تحدي القراءة العربي، يسهم في استعادة الحضارة العربية، وهذا في حد ذاته مدعاة للفخر.

دور حضاري ملهم

من جهته، رأى الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن الدور الذي تنهض به جائزة «نوابغ العرب» يسهم في العمل على استئناف الحضارة العربية، من خلال بث روح النهضة المعرفية بين أبناء دولة الإمارات والعالم العربي بأكمله، مؤكداً أن الأمة في أشد الحاجة إلى الدور الملهم الذي تقوم به هذه الجائزة الريادية التي تحمل تقديراً موضوعياً تاماً.

وأوضح أن ثقافة الانفتاح المعرفي التي تتبناها دولة الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، تسهم في التحاق المنطقة العربية بركب الحضارة العالمية مع الحفاظ على مكوناتها الثقافية الأصيلة.

مشيراً إلى أن الاطلاع على تاريخ العصور الذهبية للعرب يكشف بسهولة ويسر أن الثقافة المنفتحة كانت جزءاً أصيلاً من الشخصية العربية آنذاك من خلال الترجمة وتبادل المعرفة والثقافة، وأن العرب القدماء بنوا مكانتهم الحضارية بالاعتزاز بالآخر مع احتفاظهم بهويتهم الخاصة.

ولفت إلى أن تكريم الفائزين بجائزة «نوابغ العرب» حدث مهم نحتفل به جميعاً، وأنه يمدنا بطاقة إيجابية، ويحفزنا على النظر في الإرث المعرفي العربي وضرورة التفاعل معه، مشيراً إلى أهمية العمل على استئناف ذلك المجد الحضاري لا بالاستسلام له، وإنما بقراءة التاريخ الحضاري بحيث يكون فاعلاً ومؤثراً في عصرنا الحاضر.

وعي ثقافي

وأضاف: إن هذه الجائزة تسد، بلا شك، ثغرة مهمة، وتكشف عن وعي ثقافي ضخم جداً يتأسس في دولة الإمارات بوصفها دائماً في الصدارة، وأن مثل تلك المبادرات تجسد لنا أروع الأمثلة على نماذج عربية لشخصيات اعتزت بإرثها الحضاري.

ونوه بأن ذلك الاعتزاز بالتراث لم يكن عائقاً في طريق أولئك النوابغ، بل دفعهم إلى الإسهام في حضارات الآخرين والتفاعل معها.

ولفت إلى أن المبادرات الثقافية الملهمة التي تدعمها دبي تجمع بين عنصري الأصالة والحداثة اللذين يشكلان جناحي النهضة لدى أي مشروع تنموي، فما بالنا بالتنمية التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، مشدداً على الوصول إلى غاياتنا مرهون بإدراك الخصوصية الثقافية وتعزيزها من خلال التفاعل مع الآخر.

«نوبل العرب»

من ناحيته، أوضح الإعلامي والكاتب الإماراتي علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، أن جائزة «نوابغ العرب» تكتسب قيمة كبرى لما تقدمه للشباب العربي من نماذج مشرفة يقتدى بها في مسيرة الإبداع بشتى مجالاته العلمية والأدبية والفنية وغيرها، لافتاً إلى أن كثيراً من أبناء الأمة افتقدوا تلك القدوات التي تمدهم بالإلهام وتحفزهم على طريق التجديد والابتكار.

وقال: «إن عدداً كبيراً من نماذج النبوغ التي نعتز بها لا يعيشون في عالمنا العربي، ومن ثم فهناك حاجة ملحة إلى تسليط الضوء على منجزاتهم الحضارية. وإن هذه الجائزة أتت في وقتها المناسب لتبرز المبدعين والقامات الكبيرة في 6 مجالات رئيسة».

وأضاف أن «نوابغ العرب» لا تقل شأناً عن جائزة نوبل من حيث التقدير الذي تقدمه للفائزين بها، كما أنها تنصف الموهوبين العرب الذين لم يحظوا بتكريمهم المستحق، وربما نالهم بعض الظلم في جوائز عالمية لم تنظر إلى العرب بعين الإنصاف، كـ«نوبل» التي رأى أنها تنحاز كثيراً إلى الغرب، واصفاً «نوابغ العرب» بأنها جائزة نوعية لا شبيه لها في العالم العربي، وهي بحق «جائزة نوبل العرب».

ولفت إلى أن الجائزة تبعث برسائل حضارية عديدة، أهمها تأكيد قدرة العرب على التميز في كل المجالات، موضحاً أن «نوابغ العرب» خطوة أولى في طريق استعادة أمجاد الحضارة العربية.

آفاق كبيرة

وأكد الأديب والباحث الإماراتي إبراهيم الهاشمي، المدير التنفيذي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، أن هذا النوع من التكريم الذي يبرز في جائزة «نوابغ العرب» يفتح آفاقاً كبيرة للمبدعين العرب في كل الحقول، بحيث يجد كل مبدع من يقدر عطاءه، فيكتسب حافزاً على السعي لتقديم الأفضل، مشيراً إلى أن التكريم هنا لا يقتصر على مكافأة المجتهد بما يستحق، بل يتجاوز ذلك إلى تشجيع كل الموهوبين على السير على خطى النماذج الناجحة، ما يعني أن الإمارات دولة صانعة للحضارة.

استنهاض الهمم

ولفت الهاشمي إلى أن «نوابغ العرب» تنهض بدور مهم في استنهاض الهمم لإحياء مجد الحضارة العربية، وبث الروح في كثير من جوانب الحضارة الإنسانية، مشيداً بسائر المبادرات الثقافية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، كـ«تحدي القراءة» التي فجرت حب القراءة في نفوس ملايين الطلبة العرب.

وأشار إلى أن ثقافة الانفتاح التي تتمسك بها دولة الإمارات، وتنتهجها دبي في مبادراتها المعرفية، هي مكون ثقافي أصيل في تراثنا العربي الإسلامي رسخت له الشريعة، وتجلى في جهود العرب الأوائل الذين رسموا معالم النهضة الحضارية وفتحوا أبواب التواصل مع الشعوب كافة.