الإمارات.. رؤية تنموية مستدامة في التلاحم المجتمعي وجودة الحياة

حرصت القيادة الرشيدة على ترسيخ التلاحم والتماسك المجتمعي والمحافظة على الهوية الوطنية والتي تعد محوراً بارزاً في الأولويات الوطنية والخطط الاستراتيجية ورؤية الدولة المستقبلية، إيماناً منها بأن الأمم ترتقي بتلاحم الشعوب مع القادة.

وظهر ذلك جلياً في مئوية الإمارات 2071، التي تشكل رؤية تنموية شاملة وطويلة الأمد وخريطة واضحة للعمل الحكومي طويل المدى، لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة، إذ تستند هذه المئوية إلى محاور رئيسة، تهدف إلى الاستثمار في الأجيال القادمة، عبر إعدادهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة التغيرات السريعة وجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول المئوية المقبلة عام 2071.

مئوية الإمارات

وتنطلق رؤية القيادة الرشيدة في تحقيق محاور مئوية الإمارات 2071 من التأكيد والتركيز على بناء مجتمع متماسك ومزدهر، إذ يشكل التماسك المجتمعي أحد محاور هذه المئوية، وذلك بترسيخ قيم التسامح والتماسك والتواضع والاحترام والولاء للوطن في ربوع المجتمع.

والعمل المستمر على تمكين الشباب والنساء، وجعل السعادة وجودة الحياة أسلوب حياة في مختلف المجالات، والاستثمار في الطاقات البشرية وتكوين أسر واعية بمتطلبات المرحلة المقبلة، وتطوير برامج أجيال المستقبل لتبرز صورة مشرفة عن الإمارات.

حيث ترسم القيادة الرشيدة خريطة طريق لتجهيز دولة الإمارات للأجيال القادمة، وضمان استمرار التنمية، واستدامة السعادة لعقود طويلة والحفاظ على استدامة الموارد الوطنية للأجيال القادمة. وتحقيقاً لهذه الغاية حرصت القيادة الرشيدة منذ تأسيس الدولة على ترسيخ تماسك المجتمع الداخلي وتعزيز ترابط أبنائه باحتسابهم خط الدفاع الأول عن مكتسبات الوطن وإنجازاته.

وأطلقت العديد من الفعاليات والمبادرات المجتمعية في جميع القطاعات والمجالات والتي تهدف إلى تعزيز التلاحم بين الأفراد، ودعم القيم الإماراتية، وضمان بيئة تتيح للجميع الإسهام في تحقيق التقدم، وإطلاق الإمكانات والمواهب وتعزيز المسؤولية المشتركة في بناء الوطن والمواطن.

عطاء وتمكين

وتتواصل مسيرة العطاء والتمكين في الإمارات بهدف تعزيز الأسرة والمجتمع على حد سواء عبر تنمية العلاقات بين الأجيال وترسخ قيم التعاون والعطاء والانتماء والحفاظ على الإرث الإنساني والاجتماعي للدولة، وترسيخ ثقافة المسؤولية المشتركة بين جميع المقيمين على أرض الإمارات بما يسهم في دفع عجلة التقدم، عبر تنفيذ مبادرات وبرامج مبتكرة وتحفيزية وإنسانية، ترسخ الوحدة، وتعزز روح التضامن، والحس بالواجب، والإسهام في تلبية أهم احتياجات المجتمع، إضافة إلى تبني ممارسات مستدامة تتماشى مع الأولويات الوطنية.

ولا تدخر حكومة الإمارات جهداً، ولا تتوقف عن وضع الاستراتيجيات والخطط التي تهدف إلى الارتقاء باقتصاد الدولة ومجتمعها، وتعزيز مكانتها الرائدة، وتحسين معيشة وسعادة سكانها، وتشكل الإمارات ملتقى الأفكار والإبداعات والطموحات.

ومكاناً للعيش والعمل لكل شعوب العالم، إذ يشاركون جميعاً عبر تنوع خلفياتهم الثقافية والإنسانية والفكرية في بناء وتعزيز الهوية العالمية للدولة ضمن مظلة هويتها الوطنية الأصيلة. كما كرّست الدولة منذ تأسيسها صورتها أرضاً للفرص والأحلام القابلة للتحقق، باحتضانها الأفكار والمواهب وفتح أبوابها للمبدعين والمبتكرين والطموحين والمطورين وأصحاب الخبرات والمبادرات الخلاقة والمشاريع الريادية، من جميع أنحاء العالم.

جودة الحياة

وحرصت حكومة الإمارات على تبني تحسين جودة الحياة والسعادة منظومةَ عمل باحتسابها أساس الرفاه والاستقرار المجتمعي، وجعلت السعادة منظومة عمل تتألف من سياسات وخطط عمل وبرامج ومبادرات تُتَرجم واقعاً عملياً على الأرض، لها مستهدفات ومؤشرات قياس واضحة، وطالت المبادرات المجتمعية جميع المجالات ففي عام 2024 أطلقت حكومة الإمارات أكثر من 750 مشروعاً وطنياً ومبادرة لدعم مسيرة التنمية ولاستقطاب أفضل الكفاءات والمواهب والاستثمارات لدولة الإمارات.

وخصصت الحكومة الاتحادية في العام الماضي ما يقارب 70 مليار درهم لتنفيذ نحو 750 مشروعاً ومبادرة وطنية، منها أكثر من 200 مشروع تحولي لإحداث نقلات نوعية على مستوى قطاعات التنمية. كما تم تمكين الأسر المواطنة عبر نجاح برنامج الشيخ زايد للإسكان في إصدار أكثر من 5600 موافقة سكنية في عام 2024، باحتساب أن استقرار الأسرة من أولويات الحكومة الاتحادية.

خدمات

وتستمر جهود حكومة الإمارات في تمكين ورعاية مختلف فئات المجتمع، عبر المبادرات، والخدمات، والتسهيلات، والمرافق الخاصة التي توفرها لهم، ونفذت الإمارات عدداً من الإجراءات لتقديم الحماية والدعم، وخاصة للعمالة المنزلية، كما سنت حكومة دولة الإمارات قوانين جديدة لتمكين العمال من الانتقال بسهولة من رب عمل إلى آخر. وعكفت الحكومة على تقييم كل جوانب العمل بدءاً من الاستقدام أو الاستخدام حتى توفير المسكن المناسب.

وتقدم الإمارات خدمات تعليمية عالية الجودة، وتوفر فرص عمل ضمن اقتصاد الدولة الذي يقوم على المعرفة، كما تبذل الدولة جهوداً كبيرة للحفاظ على مستوى جودة الخدمات التعليمية، وتوفر سوق توظيف عادلة. وتؤكد الدولة أنه بإمكان المواطن والمقيم الحصول على دخل لائق، وأن يحيا حياةً كريمةً داخل دولة الإمارات.

التطوع

وعززت الإمارات من قيمة التطوع بإنشاء منصة للتطوع لتوسيع نطاق العمل التطوعي في الدولة وتعزيز المشاركة المجتمعية لجميع المقيمين على أرض الإمارات لإيصال رسالتها الإنسانية إلى العالم أجمع.