حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها على مبدأ إحلال السلام ونشر المحبة والخير في دول العالم، وباتت حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان وصون الحريات واحترام الآخر، إذ يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، تنعم بالحياة الكريمة والاحترام، وترسخ قوانين الدولة قيم الاحترام والمساواة.
وتجرّم الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف، كما تعد شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة، ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز العنصري، وعاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب، وهذا ما جعلها مقصداً للجميع من مختلف بلدان العالم، بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو دينهم.
مبدأ
اتخذت الدولة هذا المبدأ بعداً أساسياً في سياستها الخارجية، حيث أرسى دعائمه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتسير من خلفه القيادة الرشيدة في الدولة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تأكيد هذا البعد وتعميقه وتطويره عبر مساهمات عدة، قامت بها دولة الإمارات على مختلف الصعد الإنسانية والسياسية والاقتصادية.
إخاء إنساني
وتؤكد رؤية القيادة الرشيدة قيم الإخاء الإنساني، وتدعو دائماً إلى رفع المعاناة عن الإنسان بصرف النظر عن جنسه أو دينه، وعلى ضرورة تعميق قيم السلام العالمي، وحل النزاعات بالطرق السلمية وعبر الحوار،.
وفي هذا السياق قادت جهود الدبلوماسية الإماراتية إلى حل العديد من النزاعات، والتوصل إلى توقيع اتفاقات كانت مساعي وساطتها فيها مثمرة. كما أهدت الإمارات البشرية خريطة التعايش والسلام عبر وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تم توقيعها في أبوظبي في فبراير 2019، حيث إن هذه الوثيقة غيّرت وجه العالم، وعززت العلاقة بين الشرق والغرب، وأسهمت في التقريب بين اتباع الحضارات المختلفة.
النخوة الإماراتية
وحرصت الإمارات على تقديم كل الدعم للحكومة الشرعية في اليمن ومساندة الشعب اليمني، وكانت من أوائل الدول التي سارعت إلى إغاثة اليمن ومساعدته في محنته ودعم استقراره، والحفاظ على وحدة أراضيه، والوقوف إلى جانب الشعب، وتقديم أوجه الدعم المختلفة، إذ لعبت دوراً استراتيجياً ضمن التحالف العربي في اليمن.
والذي حقق إنجازات كبيرة على الأرض سواء في المساهمة بإعادة الشرعية والاستقرار إلى هذا البلد أو من خلال الحفاظ على أمن المنطقة تجاه التدخلات الخارجية والأطماع، التي تتعرض لها من خلال تمويل الطائفية والجماعات الإرهابية.
وذلك بانطلاقها من قيم المجتمع الإماراتي، التي تقوم على التسامح والمساواة وصون الحريات والتعايش مع الآخر، تجسيداً لقيم النخوة والشهامة الإماراتية الأصيلة، في تعزيز السلم والأمن ومحاربة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، والتصدي الجماعي لخطر الجماعات الإرهابية والمسلحة كأساس لتحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي، ما يترجم قيم التآزر والتضامن المتجذرة في المجتمع الإماراتي.
ثقل استراتيجي
وتلتزم دولة الإمارات بموقفها في استقرار المنطقة، ويلعب الثقل الاستراتيجي للدولة دوراً بارزاً في إدارة الصراعات الإقليمية والدولية، ويشكل العمل على حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
والدعوة إلى إرساء أسس السلام الإقليمي والعالمي، أحد ثوابت السياسة الخارجية لها، إيماناً من قيادتها بأن عدم الاستقرار هو العدو الأول للتنمية والتقدم، حيث لا يمكن للتنمية أن تتحقق إلا في ظل حالة من الأمن والاستقرار، لذلك لا تألو دولة الإمارات جهداً في دعم جهود إعادة البناء والإعمار في الدول التي تواجه أزمات اقتصادية، ومساعدتها على تجاوز هذه المشكلات.
كما هو الحال في اليمن الشقيق، وكانت مواقفها ولا تزال دائماً إلى جانب أي دعوة أو مبادرة تقدم حلولاً سلمية للأزمات، أو تدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، انطلاقاً من التزامها الراسخ بنصرة الشعب اليمني لإعادة الأمن والاستقرار، وضمان أمن واستقرار الخليج العربي، فدولة الإمارات وقفت مع الشعب اليمني في معاناته تجاه الأوضاع الإنسانية والأمنية والسياسية المتزعزعة، وهذا ما لمسه اليمنيون من نخوة وشهامة وشجاعة أبناء دولة الإمارات المخلصين.
وتدرك الإمارات طبيعة التحديات والمخاطر التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة، وتقوم بدور متميز في دعم جهود مواجهتها، والانخراط فيها، نظراً للثقل الاستراتيجي الذي تتميز به، ويعد ركيزة رئيسية من ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، من خلال مواقفها وسياساتها المتزنة وعملها الجاد على توفير إطار للحوار حول القضايا، التي ترتبط بأمن المنطقة واستقرارها.