في غضون 54 عاماً من عمر الاتحاد تحولت الإمارات من صحراء قاحلة إلى مركز ثقافي عالمي شامخ ومساحات شاسعة من الحدائق والغابات والمحميات البيئية، وانطلقت رحلة البناء الثقافي من رؤية ثاقبة لصون التراث، حيث برزت جهود مكثفة للحفاظ على الهوية الوطنية وتأكيد مكانة الثقافة بوصفها ركيزة أساسية في بناء الدولة.
هذه الجهود لم تقتصر على الماضي، بل عمدت إلى بناء جسور المعرفة والإبداع، ورسخت أسس هذه النهضة الثقافية؛ ما أدى إلى تحول المشهد الفني والأدبي في الدولة بأسرها إلى ساحة خصبة للمبدعين، وعزز هذا التوجه إطلاق برامج دعم سخية مثل «البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع»، ووسام الإمارات للثقافة والإبداع لتكريم الفنانين وتشجيعهم على مستوى الدولة.
وشهدت الدولة إنشاء متاحف عالمية الطراز مثل «متحف المستقبل» في دبي الذي يمثل أيقونة للهندسة المعمارية ورؤية للمستقبل، و«متحف اللوفر أبوظبي» الذي أصبح صرحاً للفن العالمي.
أما التأثير العالمي فكان تتويجاً لهذه المسيرة، حيث تجاوزت الثقافة الإماراتية حدود الجغرافيا، وشاركت الدولة في مهرجانات عالمية، وعقدت شراكات ثقافية دولية لتعزيز الحوار الحضاري، وأقامت مهرجانات سينمائية مرموقة مثل: «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، و«مهرجان أبوظبي السينمائي» ومهرجان الخليج السينمائي.. وغيرها من الأحداث المتعلقة بالفن السابع، التي أسهمت في دعم صناعة السينما العربية والعالمية.
وتستمر الإمارات في كتابة فصول مجدها، مؤكدة أن الثقافة ليست مجرد رفاهية، بل هي قلب الهوية النابض، ومفتاح المستقبل المزدهر لكل إمارة من إمارات الوطن.
هالة بدري: الإمارات استطاعت رسم ملامح نهضتها بثقة وباتت نموذجاً في الابتكار والإبداع وملتقى للثقافات والحوار البنّاء
وأكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، أن الاحتفاء بقيام اتحاد الدولة يمثل مناسبة عزيزة على قلوب الجميع، وفرصة للتأمل في مسيرة الدولة التي استطاعت أن ترسم ملامح نهضتها بثقة، وأن تحقق إنجازات لافتة في مختلف القطاعات، جعلت منها نموذجاً في الابتكار والإبداع، وملتقى للثقافات والتفاهم والحوار البنّاء.
وقالت: «شهدت الإمارات منذ قيام الاتحاد حتى اليوم نهضة ثقافية شاملة عززت ريادتها وقوة حضورها عالمياً، وذلك بفضل تفرد نهج القيادة الرشيدة التي آمنت بالإنسان وقدرته على إحداث التغيير الإيجابي على الاستثمار بإمكاناته وطاقاته وجعلت منه محوراً للتنمية المستدامة.
ونجحت بتفكيرها الاستشرافي ورؤاها الطموحة في توفير بنية تحتية قوية ومتطورة تشمل المتاحف والمكتبات والمسارح والمراكز الإبداعية، وإنشاء مؤسسات وهيئات وطنية تعمل على بناء منظومة ثقافية ومعرفية متكاملة، كما اعتمدت الحكومة استراتيجيات نوعية تهدف إلى نشر القراءة وجعل الثقافة في متناول الجميع، وتعزيز حضور الفن في الأماكن العامة، وتطبيق أفضل ممارسات الابتكار، ما انعكس إيجاباً على المشهد الثقافي المحلي، وأسهم في تمكين الدولة من تصدّر المؤشرات الدولية، ودعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية بوصفها رافداً مهماً للتنوع الاقتصادي وركيزة أساسية في الاقتصاد الإبداعي».
وأضافت: «على مدار 54 عاماً استثمرت الدولة في مجالات الإبداع وإطلاق المشاريع الثقافية النوعية، وأسست مناطق إبداعية قادرة على استقطاب أصحاب المواهب من شتى أنحاء العالم، وتحفيزهم على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم وتأسيس مشاريعهم والانطلاق بها نحو العالمية، وأنشأت جوائز رفيعة المستوى لدعم الكتّاب والفنانين والمصممين، وعملت على تطوير قطاعات المسرح والأدب والتصميم والفنون والنشر والترجمة، إيماناً بأهميتها وقدرتها على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع، إلى جانب تنظيم واستضافة العديد من الفعاليات الثقافية المهمة التي أسهمت في مد جسور التواصل بين المجتمعات وتعزيز الانفتاح الثقافي والفكري، ما رسخ مكانة الإمارات حاضنة للمبدعين ووجهة رائدة لرواد الأعمال الباحثين عن الفرص النوعية».
وأشارت بدري إلى أن الإمارات اهتمت منذ قيام الاتحاد برفع مستوى جودة الحياة في المجتمع وتعزيز ارتباطه بجذوره وهويته، وحفظ ذاكرته وتراثه، من خلال إنشاء متاحف عصرية تحولت إلى مراكز معرفية وإبداعية ومساحات مجتمعية نابضة بالحياة تسهم في رسم مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة، كما تمكنت من إدراج مجموعة كبيرة من عناصر تراثها في قوائم اليونسكو للتراث غير المادي، مثل الصقارة والعيالة والسدو والتلي، ما يسهم في تعزيز حضور التراث المحلي على الساحة الدولية.
حدث تاريخي
وأكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن يوم 2 ديسمبر استمد أهميته من الحدث التاريخي العظيم، قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ؛ إذ لم يكن لهذا اليوم أن يسجَّل في التاريخ، لولا ما تم فيه من الإعلان رسمياً عن تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، حيث اتخذ المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، ومعهما إخوانهما الحكام، قرار إنشاء دولة الاتحاد، بهدف أن يكون الاتحاد نواةً للوحدة.
علي بن تميم: نهضة إماراتية شملت كل مفاصل الحياة وحفزت المفكرين والأدباء على الإبداع
وقال: «شملت النهضة كل مفاصل الحياة في دولتنا، وعملت قيادتنا الحكيمة على بناء ثقافة الإنسان، من خلال إصدار قوانين اتحادية عبر حكومات متتالية، اعتمدت إستراتيجيات مهمة، تقوم على إنشاء المجمعات والمعاهد الثقافية، والمراكز اللغوية، والمهرجانات الثقافية، وتحفيز المفكرين والأدباء على الإبداع، في إطار رؤية وإستراتيجية تعتمد تسخير المال لخدمة الثقافة، لخلق أجيال مثقفة واعية، شغوفة بالمعرفة التي هي إحدى ركائز قيام المجتمعات».
وتوقف عند أيقونة الثقافة العالمية في منطقة السعديات بأبوظبي، التي تضم تجمعاً عالمياً من المؤسسات الثقافية الرائدة، مثل متحف اللوفر أبوظبي ومتحف زايد الوطني، ومؤسسات ثقافية عدة، ومعارض مثل منارة السعديات، وبيت العائلة الإبراهيمية.
وأوضح أن عمليات النهضة سارت، خلال 54 عاماً من عمر دولة الإمارات، على أفضل ما يرام، ما يصعب معه تعداد الإنجازات الثقافية.
حلم تحقق
عارف الشيخ: التنوع مبدأ آمن به الاتحاد وتجسد في التعليم والثقافة والأدب والصحافة والإعلام
وأكد الدكتور عارف الشيخ أن قيام الاتحاد كان حلماً تحقق على جميع المستويات، وليس على مستوى الثقافة فقط؛ لأن المنطقة كانت متعطشة للنهوض بالهمم تعطش الأرض للمطر، فأرسى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وحكام الإمارات، قواعد الانفتاح على العالم، ومبدأ الإفادة والاستفادة، فبدأوا في تطوير البنى التحتية في كل شيء بما يتناسب مع الطموح الوحدوي.
وقال: «ميزة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أنه وضع نموذجاً فريداً يستفيد منه أهل الإمارات والعرب الأشقاء والعالم أجمع، ولم يكن الشيخ زايد رحمه الله، منغلقاً على نفسه؛ لأنه مهتم بالتراث الحضاري للخليج وللأمة العربية، ومن ثم مهتم بالسياسة والاقتصاد والثقافة والأدب، وهو القائل: «اعملوا وتفاعلوا مع العالم الذي حولكم خذوا منه ما يفيدكم واطرحوا جانباً ما يضركم ويسيء إلى مجتمعكم وقيمكم وتراثكم العريق».
وأوضح عارف الشيخ أن الاتحاد أقام مجتمعاً، وطالما وُجد المجتمع فمن الضروري أن يكون له ثقافة تميزه، وهذه الثقافة، بفضل الله، ثم رعاية الاتحاد، كبرت واشرأبت إلى التعاون مع الاندماج مع ثقافات المجتمع الأكبر، وقيادتنا الرشيدة ما زالت على هذا النهج، وبما أن الثقافة مزيج من اللغات والعادات والتقاليد والفنون؛ فإن المجتمع الإماراتي اليوم حاضنة لأكثر من 200 لغة من لغات العالم، وكلها تعيش على أرض الدولة في ظل التسامح والتعايش، مشيراً إلى أن التنوع مبدأ آمن به الاتحاد، وتجسد في التعليم والثقافة والأدب والصحافة والإعلام.
وأضاف: «وبات الاتحاد نموذجاً ملهماً للعالم، وأصبحت دبي كمثال مدينة بلا ورق، ثم مدينة ذكية، ودولة الإمارات صانعة للذكاء الاصطناعي، وهكذا».
وعن الدور الذي قامت به الإمارات لدعم اللغة العربية، قال الدكتور عارف الشيخ: «لا شك أن اللغة العربية تعاني في هذا العصر، ولا سيما عندما زوحمت بهذا الكم من اللغات واللهجات الأخرى التي وفدت إلى الدولة، لكن يجب أن نعلم أن تداخل اللغات ظاهرة قديمة، فما من لغة إلا واستفادت من اللغات الأخرى، حتى القرآن الكريم أصَّل هذا المبدأ، ففيه أكثر من 120 كلمة ليست عربية أصلاً ولا لها مصدر عربي، ولمَّا استخدمتها العرب قديماً أصبحت جزءاً منها لا يتجزأ، ويقال إن اللغة العربية أوسع اللغات؛ لأن فيها النحت والاشتقاق والقلب والتعريب والترجمة، ما يثري مصادرها واشتقاقاتها. وما أجمل البسملة والحوقلة والحيعلة والفذلكة».
ونوه بالدعم المادي واللوجستي للغة العربية، من خلال البرامج والمبادرات والفعاليات والمسابقات والجوائز، والسعي إلى زيادة الوعي، مردفاً: «تحدي القراءة العربي مشروع ناجح، ومبادرة ميثاق اللغة العربية ما زالت مرجعاً للأدباء والشعراء، ومؤسسة محمد بن راشد للمعرفة أكبر معزز للغة العربية، والإعلام يؤدي الدور أحياناً».
وتحدث عن المشهد الأدبي وتطوراته خلال مسيرة الاتحاد المباركة، مبيناً أن الأدب الإماراتي قديماً ربما كان يتمثل في بعض ما تجود به القرائح البدوية، وكان أدباً شفاهياً، فكان الشاعر يقرض الشعر ويلقيه ارتجالاً من غير توثيق، وكان النمط الفصيح والنبطي كلاهما سائدين ولكلٍ جمهوره، إلا أن جمهور النبطي كان أكثر.
وقال: «لا يزال النبطي رائجاً، واليوم نجد أن روافد الشعر والأدب الإماراتي تنوعت وتوسعت، فأصبح الناس يتذوقون شعر التفعيلة أكثر من العمودي، وربما ذهب بعضهم إلى أن يسمي النثر شعراً، فاستحدثوا الشعر المنثور».
ولفت إلى أن الرواية اليوم لها رواج كبير بعد التحولات المجتمعية والاقتصادية والاجتماعية، وأنهما ربما صارتا سمة العصر، مشيداً بصنيع كل من يجتهد بحسن نية، ولا ينظر إلى تراثه بعدوانية، ويواكب عصره من غير أن يتخلى عن أصله.
نقلة نوعية
وأكد الكاتب والباحث الإماراتي، الدكتور حمد بن صراي، أن مسيرة الاتحاد المباركة التي بلغت عامها الرابع والخمسين نقلت الناس نقلة نوعية هائلة في مناحي الحياة كافة، فتغير كل شيء عما كان من قبل، بما في ذلك المشهد الثقافي الذي بات اليوم في مستويات رفيعة، لافتاً إلى التنوع الثقافي الذي تزخر به الإمارات، والذي يتضح في أشكال الفنون المختلفة، ما يدعو إلى ضرورة بحث هذه الظاهرة ودراستها باستفاضة.
حمد بن صراي: مسيرة الاتحاد نقلت المشهد الثقافي الإماراتي إلى مستويات رفيعة
ونوه بن صراي بالجهود المؤسساتية في خدمة التراث التي تتجلى فيما يقوم به مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في دبي ومعهد الشارقة للتراث، وكذلك الجهود الفردية المبذولة من قبل باحثين لهم اهتمام بهذا المجال الثقافي الثري، مشيراً إلى دور قيام الاتحاد في دعم تلك التوجهات التي لم تكن موجودة من قبل، والتي أسهمت في توثيق التراث والتسجيل الشفاهي والتوثيق العمراني.
وقال: «أدى دعم الدولة لحفظ الموروث الثقافي إلى تنامي الاهتمام المجتمعي بهذا المجال، وكان لإنشاء المعاهد والمراكز المهتمة بالتراث أثر واضح في تعزيز هذا الجانب، إضافة إلى ظهور العدد الكبير من الباحثين في التراث، على اختلاف توجهاتهم الأكاديمية، الذي لم يكن متوافراً قبل قيام الاتحاد»، مؤكداً أهمية الرؤية المحفزة لصون التراث التي تبنتها القيادة الرشيدة منذ بدايات التأسيس، المنبثقة من العبارة الشهيرة للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله: «من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل».
ولفت إلى الدور البارز الذي تنهض به المهرجانات التراثية في الدولة، مثل: مهرجان قصر الحصن في أبوظبي، ومهرجان ليوا للرطب، ومعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ومهرجان التراث البحري، التي توسع قاعدة الاهتمام بتراث الإمارات، داعياً إلى ضرورة التماشي مع سياسة الدولة النابعة من روح الاتحاد في هذا المسار، من خلال تقرير مساقات ومقررات دراسية في المدارس والجامعات تدعم مفهوم التراث وتوطد علاقة الأجيال الناشئة به.
صرح شامخ
وأكدت الدكتورة موزة عبيد غباش، رئيسة رواق عوشة بنت حسين الثقافي وأستاذة علم الاجتماع، أن المنجز الثقافي في الدولة يمثل صرحاً شامخاً وإرثاً حضارياً مستداماً، بُني بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة منذ قيام الاتحاد وعهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
موزة غباش: المنجز الثقافي في الدولة يمثل صرحاً شامخاً وإرثاً حضارياً مستداماً بُني منذ قيام الاتحاد
وقالت الدكتورة غباش: «إن مسيرة الـ54 عاماً من عمر الاتحاد لم تكن مسيرة بناء اقتصادي وعمراني فحسب، بل كانت، في جوهرها، مسيرة بناء للإنسان والوجدان. لقد أدركت قيادتنا الرشيدة باكراً أن الثقافة هي ركيزة الهوية وحجر الزاوية في بناء مجتمع متسامح ومبتكر».
وأشارت إلى أن الإنجازات الثقافية التي تحققت هي نتيجة لدعم غير محدود، تمثل في إنشاء المؤسسات الثقافية الكبرى من المتاحف العالمية، وتأسيس هيئات ومؤسسات متخصصة لدعم الأدب والفنون، ما وضع الإمارات على خريطة الثقافة العالمية، إضافة إلى الجهود المكثفة في حماية وإحياء التراث الشعبي والعادات والتقاليد، وإدراج عدد من المواقع والعناصر التراثية في قوائم اليونسكو.
ولفتت إلى الدور المحوري الذي تمثل في دعم الإبداع والأدب، وتعزيز دور المهرجانات الثقافية التي تضم الكتَّاب والناشرين والمثقفين، إلى جانب مبادرات الإبداع الأدبي والجوائز الأدبية المرموقة التي تحفز الإبداع المحلي والعربي، منوهة بثقافة التسامح والتعايش التي أصبحت من خلالها الإمارات نموذجاً عالمياً فريداً يتعايش تحت مظلته أكثر من 200 جنسية، ما أثرى المشهد الثقافي وجعله أكثر تنوعاً وحيوية، مع الحفاظ على الأصالة الإماراتية بوصفها قاعدة للانطلاق.
واختتمت حديثها: «إن احتفالنا بمسيرة 54 عاماً هو احتفال بالانتقال من المحافظة على التراث إلى استشراف المستقبل الثقافي، حيث تستمر الإمارات في الاستثمار في العقول الشابة ودعم الترجمة واللغة العربية، لتظل الثقافة قوتنا الناعمة التي تعكس قيمنا الأصيلة ورؤيتنا للعالم. والمستقبل الثقافي لدولة الإمارات يَعِدُ بالمزيد من التألق والإشعاع الحضاري».
قوة ناعمة
شهاب غانم: الإمارات اليوم بلد معطاء يوفر للمبدعين الاستقرار والأمان والمحبة
وأكد الشاعر المترجم، الدكتور شهاب غانم، أن الإمارات تعتبر الثقافة جزءاً رئيساً من قوتها الناعمة، وأنها أولت للثقافة أهمية كبرى، فأنشأت وزارة للثقافة، ومؤسسات عديدة ثقافية في مختلف الإمارات، مثل المتاحف العالمية، ومكتبة محمد بن راشد في دبي، وغيرها من المكتبات، ودور الأوبرا، واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وندوة الثقافة والعلوم، ومؤسسات للغة العربية والترجمة، مستعرضاً العديد من المشروعات الثقافية، مثل: مشروع «كلمة» للترجمة، ومشاريع عدة للثقافة في الشارقة التي اختيرت عاصمة للثقافة العربية عام 1998، ثم عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2014، وأنجزت أكبر قاموس لتاريخ اللغة العربية في العالم، وبيوتاً كثيرة للشعر في الإمارات والعالم العربي، والفجيرة التي أنشأت دارة للشعر وبيتاً للفلسفة.
وقال: «هذا غيض من فيض في كل الإمارات التي اشتهرت بجوائزها العديدة والكبيرة، مثل: جوائز القرآن الكريم، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة شاعر المليون، وجائزة أمير الشعراء، وجائزة العويس للإبداع، وعدد كبير من الجوائز في البيئة والطب والتعليم والقراءة، ومختلف الإنجازات التي لا تكاد تحصى».
وأشار إلى ما تزخر به الإمارات من مبدعين في الموسيقى، أمثال: حسين الجسمي، وميحد حمد، وإيهاب درويش، والدكتور طارق المنهالي، وفي التشكيل أمثال: عبدالقادر الريس، وعبدالرحيم سالم، ونجاة مكي، وفي الخط أمثال: خالد الجلاف ومحمد مندي، وفي عالم القصة أمثال: معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، وإبراهيم مبارك، وفي الرواية أمثال: علي أبوالريش وريم الكمالي، وفي الشعر أمثال: الدكتور أحمد أمين المدني، وحمد خليفة بوشهاب، وسلطان العويس، وحبيب الصايغ، وشيخة المطيري، ونجاة الظاهري، وعارف الشيخ، وطلال الجنيبي، وكريم معتوق، وغيرهم كثير، وفي المقال أمثال: علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وفي مجال التاريخ أمثال: إبراهيم بوملحة، والدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتور حمد بن صراي، وفي مجال الترجمة أمثال زكي نسيبة.
وقال الدكتور شهاب غانم: «لقد استطعت أن أنجز 108 كتب في مجالات متعددة، أهمها الشعر وترجمة الشعر وقواميس الأمثال والصناعة في الإمارات وفي تاريخ الأدب، وذلك بسبب الجو المناسب للتأليف والنشر في هذا البلد المعطاء الذي يوفر للمبدعين الاستقرار والأمان والمحبة».