تفاصيل مكالمة ترامب الصادمة مع رئيسة وزراء الدنمارك بشأن غرينلاند

شهدت مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن تصعيداً غير مسبوق، حيث وصفها المسؤولون بأنها "عدائية" واستمرت لمدة 45 دقيقة، دار خلالها نقاش حاد حول مصير جزيرة غرينلاند.

ترامب، الذي اعتبر الجزيرة ذات أهمية استراتيجية للأمن القومي الأمريكي، هدد بفرض رسوم جمركية على الدنمارك، حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، لإجبارها على النظر في طموحاته الإقليمية، وفقا لصحيفة ديلي ميل.

وتحولت المكالمة، التي جرت في 15 يناير، أي قبل خمسة أيام من توليه منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى صدام دبلوماسي غير مسبوق، وبحسب مصادر كشفت عنها صحيفة " فاينانشيال تايمز"، أثارت المحادثة مخاوف من أن ترامب جاد بالفعل بشأن العمل العسكري المحتمل.

وقال المصدر "لقد كان الأمر مروعا. كان حازماً للغاية. كان الأمر أشبه بدش بارد. قبل ذلك، كان من الصعب أن نأخذ الأمر على محمل الجد. لكنني أعتقد أنه أمر خطير للغاية".

وفي حين رفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز التعليق على نبرة المكالمة، فإنه أصدر بيانا صيغ بعناية يؤكد تركيز ترامب على غرينلاند.

وقال هيوز "لقد كان الرئيس ترامب واضحا في أن سلامة وأمن غرينلاند أمر مهم بالنسبة للولايات المتحدة حيث تقوم الصين وروسيا باستثمارات كبيرة في جميع أنحاء منطقة القطب الشمالي".

ورغم أن ترامب تحدث أيضًا عن إمكانية الاستيلاء على غرينلاند في عام 2019، فإن رفضه استبعاد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية فاجأ العديد من الدنماركيين.

وأكد رئيس وزراء غرينلاند، موتي إيجيدي، الذي كثف جهوده من أجل الاستقلال، نفس المشاعر التي عبرت عنها فريدريكسن ووزير الخارجية، قائلا إن الجزيرة ليست للبيع وإن الأمر متروك لشعبها ليقرر مستقبله.

غرينلاند، التي تتمتع بموقع استراتيجي كونها أقصر طريق بين أوروبا وأمريكا الشمالية، تُعتبر نقطة حيوية لنظام الإنذار الصاروخي الأمريكي، وتُعد الجزيرة غنية بالمعادن الأرضية النادرة، ما يزيد من أهميتها الاقتصادية.

رغم جهود فريدريكسن للتوصل إلى حلول دبلوماسية، بما في ذلك تعزيز العلاقات التجارية، بدا أن ترامب كان مصمماً على استعراض قوته الاقتصادية وحتى العسكرية لضمان السيطرة الأمريكية على الجزيرة.

وقالت مصادر أوروبية إن ترامب كان "عدوانياً" خلال المكالمة، ما أثار رد فعل غاضباً من فريدريكسن، التي وُصفت بأنها زعيمة حازمة لا تتراجع بسهولة.

ورغم أن غرينلاند تتمتع بحكم ذاتي ضمن مملكة الدنمارك، فإن تاريخها الطويل مع أوروبا لم يمنع ترامب من اعتبارها جزءاً من طموحاته للتوسع. ومع استمرار التوتر، يظل مصير الجزيرة قضية تثير الجدل على الساحة الدولية.