بعد ساعات قليلة من توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً، أصبح دونالد ترامب ضمن أغنى أغنياء العالم، بفضل الصعود القياسي لعملته الرقمية «عملة الميم»، التي أطلقها قبل يومين من جلوسه على كرسي الرئاسة الأمريكي خلفاً للرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.
وبفضل عملته أصبح ترامب يمتلك نظريًا 43 مليار دولار، بعد أن تدفق المستثمرون والداعمون على إطلاق عملة ترامب الجمعة بارتفاع قدر بـ28000%.
وقفزت قيمة العملة التي أعلن عنها ترامب الجمعة بعد إطلاقها، لتصبح واحدة من أكثر العملات المشفرة قيمةً في العالم، وتبلغ قيمة الـ 200 مليون رمز المتداولة حاليًا 10.7 مليار دولار (8.6 مليار جنيه إسترليني)، وفقًا لموقع العملة الرسمي، الذي أشار إلى أنه سيتم إصدار مليار رمز إجمالاً خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «دايلي تليغراف» الإنجليزية لا يزال من غير الواضح كم سيستفيد السيد ترامب شخصيًا، على الرغم من أن هذا المبلغ سيضعه في المرتبة 33 على مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، ومع إضافة ثروته الحالية البالغة 7.2 مليار دولار، ستصل قيمة ثروته الإجمالية إلى 50.1 مليار دولار، ليحتل المرتبة 26، خلف ستيفن شوارتزمان، رجل الأعمال في قطاع الأسهم الخاصة.
لكن تحقيق هذه الثروة يبدو غير محتمل. فعملات الميم معروفة بتقلبات الأسعار الكبيرة، إذ يسعى المتداولون للاستفادة من زخمها لتحقيق أرباح سريعة عن طريق الشراء والبيع بسرعة.
وعملة ترامب نفسها انخفضت بسرعة من 75.35 دولارًا أمس الأحد إلى حوالي نصف هذا السعر بعد ساعات، قبل أن تتعافى صباح اليوم الاثنين.
وفي الوقت نفسه، أطلقت ميلانيا ترامب عملة ميم خاصة بها يوم الأحد، والتي ارتفعت قيمتها منذ ذلك الحين، ويبلغ عدد رموز ميلانيا المتداولة 192 مليون رمز بقيمة 2.2 مليار دولار.
كما سجلت عملة البيتكوين ارتفاعًا غير مسبوق يوم الاثنين، حيث تجاوزت قيمتها 109,000 دولار. وقد وصف ترامب نفسه بأنه "رئيس العملات المشفرة" وحصل على دعم كبير من هذا القطاع خلال الانتخابات.
وعلى الرغم من أن إطلاق عملة ترامب قد يشكل ثروة محتملة للرئيس الجديد، إلا أنه تعرض لانتقادات من العديد من داعمي العملات المشفرة.
قال المستثمر في العملات المشفرة، بالاجي سرينيفاسان، إن عملات الميم هي "لعبة صفرية"، بينما وصفها المستثمر إريك فورهيز بأنها "غبية ومحرجة". أما أنتوني سكاراموتشي، المساعد السابق لترامب، فوصفها بأنها "فساد على مستوى عيدي أمين" في إشارة للرئيس الأوغندي الراحل الذي اشتهر بقضايا فساد.
في حين يؤمن مؤيدو العملات المشفرة بأن البيتكوين والعملات الأخرى يمكن أن تعيد تشكيل النظام المالي، فإن طموحات مبتكري عملات الميم أقل طموحًا.
عادةً ما يتم إنشاؤها للترويج للاتجاهات أو للسماح للمشجعين بالتعبير عن دعمهم للشخصيات المؤثرة، وغالبًا ما تكون عديمة الاستخدام العملي. تتقلب قيمتها بشكل كبير، حيث يضارب المستثمرون على إمكانية تحقيق أرباح، وهو ما يُشبه بالقمار.
وتُتداول هذه العملات على منصات التبادل عبر الإنترنت ويمكن شراؤها وبيعها مقابل النقود أو باستخدام عملات مشفرة أخرى.
يمكن لأصحاب عملة الميم تحقيق الأرباح عن طريق بيع المزيد من العملات في المستقبل، بالإضافة إلى رسوم المعاملات عند شرائها وبيعها.
وأعلن ترامب عن عملته ليلة الجمعة، وكتب على منصة "إكس": "عملة الميم الرسمية الجديدة الخاصة بي أصبحت هنا! حان الوقت للاحتفال بكل ما نمثله: الفوز!"
ويشير موقع عملة ترامب إلى أن "عملات ترامب ميم تهدف إلى التعبير عن الدعم والتفاعل مع القيم والمعتقدات، وليست مصممة كفرصة استثمارية أو عقد استثماري أو أداة مالية من أي نوع".
وتم الإعلان عن عملة السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية يوم الأحد من قبلها، ويحمل موقعها تحذيرات استثمارية مشابهة.